كرروا الإهانة فهل من سيف خالد
{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [المنافقون:8].
كتب الله العزة لذاته العلية ولرسله الكرام، وما ذل قوم وهانوا إلا
وكان هوانهم علماً على ضعف ارتباطهم بمن كتب العزة لذاته، الذي ربط
الإيمان بعدم الوهن والحزن فارتضى الأذلاء بالوهن والحزن فداستهم
الأمم بأحذيتها ولاكهم أبناء الزنا والمومسات وعديمو النسب بألسنتهم
وأهانوا دينهم ونبيهم نكاية لهم واستغلالاً لضعفهم وهوانهم.
يا أمتي أهانت عليك نفسك وهنت على الناس لهذا الحد
إنا لله وإنا إليه راجعون
الدانمارك بلاد الأبقار تعيد التجرؤ على سيد الأخيار، وأفعى الفاتيكان
تنفث سمها في وجهه، واليهود يتلاعبون بأمته، فأين الخلل يا أمة
الإسلام، أهو في دينك، لا والله وحاش لله، أهو في نبيك و لا والله
وحاش لله، إذن في أبناءك ؟؟؟
نعم وألف نعم
ارتضى رؤوس الأمة بالزرع وتركوا الجهاد، بل حاربوا أهله، وتركوا شريعة
ربهم وحكموا فيهم دستور أعدائهم، ولم يكتفوا بذلك بل ارتمى معظمهم في
حضنه كالبغي المحترفة، وأصبح معظم قادتها قوادون يسوقون شعوبهم للنخاس
ويزفون شرفهم للمغتصب عيانا جهاراً دون حياء من الله والناس.
يا أمة: أيهان سيد الخلق وتتكرر الإهانة ونحن على ظهر الأرض، سحقاً
لمن لم يغير أو يتغير… باطن الأرض أكرم له من ظهرها.
يا أمة أيهان كتاب الله بين ظهرانينا، وتهان عقيدة الإسلام ونحن على
وجه الأرض، أين أنتم يا من كنتم سادة التاريخ، أين أنتم يا منقذي
البشرية ؟؟
أتحتاجون اليوم من ينقذكم، نعم والله تحتاجون.
اعلموا أنه لن ينقذكم سوى الإسلام والرجوع إلى الله، جربتم الماركسية
فما شفت غليلاً، جربتم الديموقراطية فما روت ظمأ، جربتم الإلحاد فما
شفى مرض فهلا جربتم الإسلام.
أحبتي العيب فينا والله ما تجرأ الروم على مثلها يوم كان لهم خالد،
فلك الله يا سيف خالد، والله لم يفكروا فيها يوم كان هناك صلاح فما
ثَمَّ اليوم صلاح، والله ما رفعوا رؤوسهم حتى طارت من أماكنها يوم
أهانوا امرأة من نساء المسلمين يوم كان هناك معتصم فلا ثَمَّ معتصم
يذود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، امرأة قامت لها الدنيا ولم
تقعد يوم كان في الإسلام رجال، واليوم رسول الله يهان وليست الأولى بل
تتكرر الإهانة تلو الإهانة والتجرؤ يتبع أخاه والأمر لا يقتصر على
أطفال نقول يلعبون ويلهون لا يعرفون قدر المسؤولية، بل أفعى القوم
ورأسهم في أول رمضان ثم تجرؤ الجرذان على رسول الله مرة أخرى في وسطه
والله أعلم بما سيحدث في آخر رمضان، لك الله يا إسلام.
يا أمة قومي وهبي وعودي لربك وغيري من أوضاعك..
يا أمة أنت والله مغتصبة ممن باعوا دينهم لدنياهم وارتضوا بالقوادة في
سوق النخاسة، وللأسف أنت المغتصبة وهم من يقبضون الثمن.
يا أهل الإسلام من قبلكم الثغرة، فالسر في ضعفنا وليس قوة الأعداء،
القوم ليس لهم دين واضح ولا عقيدة ناصعة كديننا وعقيدتنا، ما حركهم
وجرأهم إلا ضعفنا وهواننا، و إلا أين كان الجرذان وقت عز وقوة
الإسلام.
يا أمة عالجي أسباب ضعفك..
انفضي غبار ذلك..
عودي إلى ربك..
أول شيء تدافعي به عن نبيك أن تحترميه باتباع شرعه حتى تحترمك
الأمم.
أول شيء تدافعي به عن دينك أن تطبقيه حتى تحترمه و تحترمك الأمم، أما
كونك تطالبين الناس بالدفاع عن دين أنت أول من جعلتيه وراء ظهرك
فالعيب فيك وداؤك العضال هو كذبك الواضح مع نفسك وإن لم يكن كذلك فكيف
يكون؟.
نصرتنا لسيد الخلق ليست بالكلام والصراخ بقدر ما هو الإتباع والتطبيق
والدعوة لذلك ومطالبة من يحولون بينك وبين تطبيق شرع ربك بأن
يطبقوه.
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ
فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ } [آل عمران:31].
نصرك لنبيك صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى الجهاد والذي لن يقوم في
أسواق المراقص والأغاني والمسلسلات التي أحييت بها ليل رمضان.
يا أمة قامت رمضان في أحضان الراقصات والمغنيات والكليبات عودي لربك
فأنت أول من خذلت نبيك إلا من رحم الله منك وهم قليل.
يا أمة الإسلام قاطعوا منتجات أعدائكم وإن كان والله سلاح المقاطعة
غير رادع ولا شافي ولا كافي، فلن يشفى إلا سيف خالد.
يا أهل الإسلام غيروا ما بأنفسكم وصالحوا ربكم بإصلاح ما بكم.
يا أمة: نصرك الله
وعذراً عذراً يا رسول الله
وأختم بقول الشاعر الشيخ (حامد العلي) :
أرى الأسياف ظامئةً وليسـت ** بغير دم الكفور تريـد ريـّا
إذا ذُكـر النبيّ بكـيــتُ حزْنــا ** بدمـعٍ سال مهراقا شجيّـا
وكدت بكُربتي أغدو صريعـاً ** فلا موتٌ،ولا أُبقيت حيّـا
وبـ(الدنمرك) طال الكفر حتّى** أساؤوا القول واختلقوا الفريّا
يشجّعهـم على العـدوان (بابا) ** كذوبٌ لا يزال بـهم زريـّّا
وسـاعٍ قـبــلـه مـازال يسعـى ** يشوِّه ديننَا سعيـاً جليـــّـا
وأعنى (البوش) أقذرهم لسانا ** وأوْلاهم بمجْبنـة وعِيـّـا
نفضتُ يديَّ من أصحابِ فُتيا** أهانوا الدين واحترموا الدنيَّا
وضلّ جهولهُـم حتى تراه ** يهوِّن جُرم من سبَّ النبيــّا!
يبيعون الفتاوى في ابتذال** فأصبح بائـع الفتوى ثريـّا
ولم أر مُفتيا كأبي جــلاد ** إذا ما الفقهُ أصبح عسـكريـّا
بفتوى من فتيِّ لا يُبالــي ** يهزُّ السيف أيمـن عبقريـــا
أبيُّ يضرب الأعداء شهمٌ ** بعزّ لا يزال بــــه حريـّـا
فتبقى الدانمرك به تلظـّـى ** ويبقى الدين مرتفعا عليــّـا
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: