هدية رمضان من بابا الفاتيكان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد،
أدلى بابا الفاتيكان بتصريحات هاجم فيها تشريع الجهاد في الإسلام،
وقضايا الاعتقاد الإسلامية لاسيما قضية الإيمان بصفات الله، وبالقضاء
والقدر.وهذه خواطر سريعة حول هذه الجولة الجديدة من الحروب الصليبية
على الإسلام :
- هدية رمضان: Ramadan gift
هل تتذكرون هذه العبارة، لقد كتبها أحد الجنود الأمريكان على أحد
صواريخه التي أطلقها على المدنيين العزل، في أول ليلة من رمضان أثناء
حرب الخليج، وها هو البابا يطلق علينا هدية رمضان من عيار أشد ثقلا
وأنكى أثرا.
- الوجه الآخر للرسوم الدنماركية:
لقد حاولوا أن يهونوا لنا من أمر الرسوم الدنماركية بأنها مجرد رسوم
من رسام علماني، ولا تمثل العالم المسيحي المحب للإسلام ولرسوله -صلى
الله عليه وسلم-.
وها هو كبير دينهم الصليبي ينطق بما رسمه رسام دينهم العلماني والتهمة
واحدة نشر الدين بحد السيف، هذا يصور النبي صلى الله عليه وسلم بأنه
في عمامته قنابل والآخر يتلفظ بذلك { قد
بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر }
الجهاد بين التشريعي الإلهي والتحريف الوضعي:
كان جهاد الأنبياء السابقين على موسى -عليه السلام- يتمثل في إبلاغ
الحق إلى الخلق والثبات على أذى الكفار حتى يقضي الله بينهم وبين
خصومهم.
ثم شرع الله الجهاد لموسى -عليه السلام-بعد الخروج من مصر، إلا أن بني
إسرائيل قعدوا عن الجهاد فعاقبهم الله بالتيه، ثم حصل الجهاد في عصر
يوشع بن نون عليه السلام، وفي عهد القائد طالوت، والملك النبي داود
-عليه السلام-. والذي نعتقده أن الله إنما شرع لبني إسرائيل في أمر
الجهاد مثل ما شرع لنا من قتال المقاتلة واجتناب النساء والذرية، ولكن
اليهود زادوا في ذلك، وذكروا أن الله أذن لهم في أنواع من القتل وسفك
الدماء حتى في النساء والذرية، وقد جددوا تلك الفتوى أثناء حملتهم
البربرية على لبنان. والبابا يدعي الإيمان بالتوراة على حالها هذا.
فما قوله؟
وإذا كان البابا ينعي على المسلمين جهادهم وهم لا يملكون منه الآن إلا
جزء يسيرا من الدفاع عن أنفسهم.
فأين هو من آلاف القنابل العنقودية الغربية الصنع التي ألقتها إسرائيل
على القرى اللبنانية وبعد قرار الهدنة؟
بل أين هو من الألغام التي زرعتها بلاده -ألمانيا-في بلادنا أثناء
الحرب العالمية الثانية، ويرفضون حتى الآن إعطاءنا خرائطها أو
المساهمة في إزالتها؟
البابا يؤمن أيضا بالأناجيل التي بين أيديهم، والتي فيها "من ضربك على
خدك الأيمن، فأدر له خدك الأيسر" والجمع بين هذين الإيمانيين
المتناقضين يقتضي الدخول في متاهات الفلسفة الإغريقية التي يعجب بها
البابا ويذم المسلمين على عدم استفادتهم منها، ولكن عطار الفلسفة لن
يعيد عجوز التحريف والتبديل إلى صباها.
وسيبقى البابا وأتباعه حائرين مترددين فمنهم من هو توراتي اللسان
والفعل، ومنهم من هو إنجيلي اللسان توراتي فعل. ولم نجد عبر التاريخ
الصليبي من هو إنجيلي الفعل، ولكنهم في الفعل توراتيين فراعنة.
والبابا يريد منا نحن المسلمين أن نكون إنجيليين اللسان والفعل، رغم
أننا أمة القرآن، ورغم أن أحكام الجهاد في شرعنا ليس فيها قتل النساء
والصبيان، ولا الغدر ونقض العهود، وليس فيها إكراه الأفراد على الدخول
في الدين. بل غاية الجهاد هو إزالة رؤوس الكياسرة، وكراسي البابوية
التي هو ادرى بما أحدثه في التاريخ من علو في الأرض وفساد على بني
دينهم.
فيا هذا أين أنت من اليهود المتطرفين في القتال قولا وفعلا؟ وأين أنت
من أتباعك الذين لم يعرفوا حتى في نزاعتهم الداخلية إلا أشد أنواع
الفساد؟ وما محاكم التفتيش منا ببعيد، ولن نقول جوانتاناموا ولا أبو
غريب.
حتى الحرب الدفاعية:
لقد طالبنا أسلاف البابا أن نقر لهم أن الإسلام لم يأت بجهاد الطلب،
وأن الحرب في الإسلام دفاعية فقط. وربما أعطاهم كثير من المفكرين
الإسلاميين بل ومن العلماء ما أرادوا.إذا بهذا يخرج علينا في وقت لا
نملك فيه غير الدفاع بل لانملك منه إلا الشئ القليل ليطالبنا بأن نصحح
ديننا نفسه لأن محمد -صلى الله عليه وسلم- قد أتى بهذا الذي يرونه
منكرا "الجهاد".
لماذا يريدون أن يبعيدونا عن إيماننا؟
الألة العسكرية الأمريكية عاجزة في أفغانستان.
الألة العسكرية الروسية عاجزة في الشيشان.
الألة العسكرية الإسرائيلية عاجزة في فلسطين.
والسبب الإيمان. فلابد أن يحاربوا الإيمان.
يحاربوا الإيمان لأن الجهاد من شرع الرحمن.
يحاربوا الإيمان لأن الشهيد يدخله ربه الجنان.
يحاربوا الإيمان بالقدر الذي يجعل اليد تأخذ بما معها من أسباب،
والقلب معلق بمسبب الأسباب، فإذا بهذه الأسباب تقوم كل ما سواها من
أسباب.
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم:
لقد نشر كثير من المحللين تصريحات البابا بأنها مقدمة لزيارته لتركيا،
التي تحاول أن تحصل على دعم للدخول للإتحاد الأوربي، فكانت هذه
التصريحات بمثابة الشروط المسبقة لإجراء الحوار.والسؤال ماذا يريد
البابا وأتباعه من تركيا؟
تركيا علمانية أكثر من أوربا. الحجاب ممنوع في المدارس والجامعات.
الزنا حرية شخصية قانونا وواقعا. البغاء بتصريح رسمي خلافا لكثير من
دول أوربا.
فماذا يريدون أكثر من ذلك؟
والجواب واضح أنهم يريدون التنازل عن اسم الإسلام ذاته. لأن الإسلام
-وفق تصريحات البابا- وليس المسلمين مسئول عن الإرهاب، ومن أراد أن
يقبل في القرية العالمية الجديدة فإنها لن يقال له كما قيل من قبل {
أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس
يتطهرون } حيث لا توجد قرية أخرى، وإنما هي قرية واحدة، فهم
يخيرون المسلم الآن بين أن يرتد عن دينه، أو أن يبدل دينه صراحة،
ويعتذر عن أخطاء نبيه -حاشاه صلى الله عليه وسلم- أو أن يتحمل الحرب
الشرسة على الإرهاب والتي يستباح فيها كل شئ.
وهذا الذي يدفعنا إلى أن نسألهم هذا السؤال، إذا كانت الحرب على
الإرهاب مشروعة. أفلا تكون الحرب على الكفر بالله ورسله، رغم وضوح
دعوتهم وظهور حجتهم أولى بالمشروعية؟
عبد المنعم الشحات
أحد المشايخ البارزين بمسجد أولياء الرحمن بالاسكندرية للدعوة السلفية و منهجه منهج أهل السنة و الجماعه و سلف الأمة من الصحابة و التابعين لهم باحسان
- التصنيف: