الحسبة الإستراتيجية في العراق

منذ 2007-01-22

د. عبدالله فهد النفيسي

23/11/1427

مدخل:

منذ سقوط الاتحاد السوفيتي1992 وانتهاء الحرب الباردة (التي استمرت ما بين 1945-1990) برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة تتحكم في مفاعيل النظام الدولي الجديد. ومع ميلاد نظام القطب الواحد Monopolar System وسقوط نظام القطبين Bipolar System بدأ المناخ الفكري في الأوساط الإستراتيجية الأميركية يمر عبر مراحل متسارعة من التطور والتحول شهد نهايته عندما نضج تيار المحافظون الجدد Neo Cons حيث قدموا لإدارة كلينتون منتصف التسعينات من القرن الماضي وثيقتهم الخطيرة (القرن الأميركي الجديد The New American Century) وهي وثيقة لمشروع المستقبل -أي القرن الواحد والعشرين الحالي- كما يراه المحافظون الجدد أمثال: ولفووتيز Wolfowitz ورامسفيلد Rumsfield وبيرل Pearl وفوكوياما Fukuyama وأمثالهم من النافذين حاليا في إدارة بوش.

من يقرأ هذه الوثيقة يدرك تماما أن مشروع المحافظين الجدد الذي نضج في تلك الفترة وقبل 11/9/2001 كان يروم منذ ذلك التاريخ 1995 الشروع في الهجوم التاريخي على حقول النفط في الشرق الأوسط ووضع اليد عليها وبذا مراكمة النفوذ الدولي الأميركي للتحكم الاستراتيجي بالكتلة الأوروبية واليابان والصين وهذه الأخيرة يعتبرها الأمريكان كابوسا مزعجا يهدد في نموه وحجمه وطاقته وقابلياته نفوذ الولايات المتحدة على مستوى الكون (يعتبر مايكل كلير Michael Clare في كتابه الأخير-حروب الخامات Resource Wars- النفط والاستيلاء على حقوله مدخلا عظيماً لمراكمة النفوذ الدولي) هذا من جهة ومن جهة أخرى سنلاحظ أن معظم الموقعين والمساهمين في صياغة نص وثيقة (القرن الأميركي الجديد The New American Century) أمثال ولفووفيتز وبيرل وغيرهم كانوا من اليهود أو من الصهاينة المسيحيين Christian Zionists المنشغلين بتأمين الأمن القومي للكيان الصهيوني.

إذن كان هدف المشروع المضمّن في هذه الوثيقة هو لتحقيق غرضين:

1- وضع اليد على حقول النفط في الشرق الأوسط.

2- ضمان الأمن القومي للكيان الصهيوني.

ولكي يحقق المحافظون الجدد هذين الهدفين كان لا بد من تحرك عسكري مباشر -في غياب المنافس والنقيض الدولي الذي كان يتمثل بالاتحاد السوفيتي- لاحتلال شريط النفط في الشرق الأوسط وصياغة الوضع الاستراتيجي فيه لتأمين الكيان الصهيوني وتعويمه في المنطقة عبر عملية معقدة من الضغوط على العرب عموما وعلى الفلسطينيين خصوصا سمّوها بـ عملية السلام (Peace Process) وهي عملية ولغ فيها السادات بزيارته المشئومة للكيان الصهيوني ودخل إليها عرفات وفريقه من شباك أوسلو ولم تجن الأمة من ذلك سوى الخذلان والتشرذم والتفرق والهوان، وها نحن نلاحظ أن الأمريكان حريصون على (العملية Process) لكنهم غير معنيين بمحصولها المرتجى (السلام Peace) وكأن العملية ما هي إلا وسيلة لإشغال العرب والفلسطينيين واستنفاذ طاقتهما كما أوصى بذلك يحوشغات هركابي Harkabi في كتابه الخطير (العقل العربي The Arab Mind) علما بأن هركابي كان يرأس كل أجهزة المخابرات الصهيونية الشين بيت Shin-Bet،والموساد Mossad وأمان Aman (المنسِّق العام (General Auditor).

التعاون الأميركي-الإيراني:

دون شك كانت ضربة 11 سبتمبر 2001 في مانهاتن- نيويورك منشطا ومحركا قويا لبلورة المناخ السياسي والسيكولوجي والدولي للشروع مباشرة في التحرك العسكري نحو الشرق الأوسط لاستهداف طالبان بحجة إيوائها لتنظيم القاعدة المتهمة بضربة مانهاتن وكذلك استهداف نظام صدام حسين المتهم باتهامات شتى من أهمها بالنسبة للمحافظين الجدد حرص ذلك النظام على التسلح بأسلحة الدمار الشامل وبكافة أنواعها Weapons of Mass Destruction (سوف نشير لها لاحقا في هذه الورقة بـ WMD) ولتحقيق هذه الاستهدافات كانت الإدارة الأميركية بحاجة إلى تأمين التعاون الإيراني وهو تعاون حصلت عليه الإدارة الأميركية من إيران بدون صعوبة تذكر، لا بل إن إيران -وعلى لسان وزير دفاعها آنذاك شامخاني- رحبت بهذا التعاون أيّما ترحيب وفتحت مجالها الجوي لفترة تزيد عن الشهرين لطائرات B52 العملاقة التي انطلقت من قاعدة إنجرليك التركية وعبرت المجال الجوي الإيراني لقصف أفغانستان وتورابورا تحديدا لفترة طالت أكثر من ثلاثة أسابيع.

أدرك الأمريكان بعد سقوط طالبان وتشتيت تنظيم القاعدة أن إيران -بالرغم من كل الجلبة عن الشيطان الأكبر- لديها قابليات كبيرة للتعاون معه في بعض المهمات الاستراتيجية المجدولة في برنامج إدارة المحافظين الجدد برئاسة بوش، ولذا حرص الأمريكان على اطلاع إيران والتنسيق معها في غزو بغداد والطلب من إيران عشية الغزو تحريك الميليشيات الشيعية التي دربها الحرس الثوري الإيراني -ومن أهمها منظمة بدر (25ألف مقاتل)- وذلك للسيطرة على الأراضي العراقية في الجنوب فور أن يعبرها الجيش الأميركي الزاحف إلى بغداد أبريل 2003 من الأراضي الكويتية والسعودية.

  أما على الصعيد السياسي والإعلامي فقد أبدى الزعماء الشيعة العراقيين الذين دخلوا مع القوات الأميركية (موفق الربيعي-الجعفري-المالكي-الجلبي كمثال) كل التأييد للقوات الأميركية وكل التأييد للتعاون الأمريكي الإيراني أما على صعيد المرجعية في النجف فقد أصدر السيستاني (وهو بالمناسبة إيراني الجنسية من مدينة سيستان - إيران ويحمل جواز سفر إيراني) فتواه الشهيرة بتحريم مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق أي جعل المقاومة عملا محرما وفي هذا أعلى مستوى من مستويات التعاون مع الاحتلال الأميركي للعراق وهو غير بعيد من التوجيه الإيراني الذي وجد مصلحة كبيرة في احتلال الأمريكان للعراق إذ يرى الإيرانيون أن التعاون مع أمريكا مكنهم من القضاء على طالبان في الشرق وصدام في الغرب.

 

 

رؤية إيران للتعاون مع الولايات المتحدة:

يرى عباس ملكي (وكيل وزارة الخارجية الإيرانية سابقا لشؤون البحث والتدريب السياسي) أن السياسة الخارجية الإيرانية مشغولة على ثلاثة مستويات:المستوى الأول ضمان طريق النفط عبر مضيق هرمز والمستوى الثاني تهيئة جميع السبل لدعم التنمية داخل إيران والمستوى الثالث الاستدارة شرقا نحو الجمهوريات الإسلامية الجديدة الوليدة لضخامة المصالح هناك وكل هذه المستويات لا يمكن تحقيق درجة الإتقان فيها إلا بالتعاون مع الولايات المتحدة نظرا لأن الأخيرة هي القوة النافذة في هذا الإقليم (غرب آسيا) أكثر من 90% من المداخيل العامة في إيران مستخلصة من مبيعات النفط وكل الخطط الحكومية هناك في التنمية تعتمد في نجاحها على مبيعات النفط وليس هناك مخرج للنفط الإيراني اليوم إلا عبر مضيق هرمز لذلك فأمن المضيق هو أمن لإيران وأي مشكلة في المضيق ممكن أن تنعكس فوراً على الأمن الإيراني.

من هنا تبدو إيران شديدة الحساسية في موضوع هرمز وشديدة الاهتمام في تبليغ حساسيتها تلك لكل الأطراف في المشهد الخليجي: والذي يشكل الأمريكان الطرف الأهم فيه. وأما التنمية داخل إيران فهي مرتبطة دون شك باستقرار سوق النفط المربوط بدوره باستقرار إقليم الخليج والجزيرة خصوصاً والمنطقة الأوسع عموماً. لا بل إن عباس مَلَكي يعكس رأياً رسمياً إيرانياً عندما يطالب جميع الأطراف في الخليج والجزيرة العربية لبلورة آلية إقليمية وقائية للأزمات Crisis- prevention mechanism لذلك سنلاحظ أنه طوال 15 عاماً من الاقتتال الداخلي الأفغاني وعلى الرغم من محاذاة إيران لأفغانستان بذلت إيران ما في وسعها لتقليص أي تدخل من طرفها في الصراع الداخلي إلا ما اعتبرته ضرورياً لحماية الأقلية الشيعية هناك (الهزارة) . إن أي توسع في النزاع الإقليمي يضر كثيراً بإيران لذا فإن إيران ملزمة بموضوع الاستقرار من باب الحرص على استكمال إعادة البناء والتأهيل الاقتصادي الذي بات يحتل المرتبة الأولى في سلًم الأولويات الإيرانية.

إن انهيار الاتحاد السوفيتي خلًف ميلاد 15 جمهورية جديدة من ضمنها مجموعة تجمعها حدود مشتركة مع إيران وتكوًن مع إيران ما نستطيع أن نُسميه (شمال غرب آسيا Northwest Asia) وهو معبر للبحر الأسود وأوربا وشرقاً إلى الصين والمحيط الهادي وبذا من الممكن لإيران بانتمائها لهذا الإقليم أن تنسحب من النظام الفرعيSubsystem للشرق الأوسط وتبدي إيران حرصاً كبيراً على الاندماج بهذا الإقليم والتأثير فيه والتبادل المنفعي معه.

هناك في هذا الإقليم نفطاً يقارب في كميته ما هو موجود في المملكة العربية السعودية وفي هذا الإقليم من المقومات الإستراتيجية الأخرى التي يتمتع بها والذي من شأنه أن يستوعب كل نشاط إيران وهناك مدرسة من المفكرين الاستراتيجيين الإيرانيين -من ضمنها عباس مَلَكي- يؤمنون بأن على إيران الاستدارة شرقاً لأنها أكثر قبولاً هناك ولأن مصالح كبيرة للغاية في هذا الإقليم.

وفي هذا الإطار من التفكير وبعيداً عن الجلبة الإعلامية الموظفًة للاستهلاك المحلي ترى الأوساط الرسمية في إيران إن التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في كل المنطقة خط أحمر لا ينبغي المساس به وما نشاهده من تحالف إيراني أمريكي في العراق هو محصول سياسي لهذا التفكير الاستراتيجي. لقد تمكن الأمريكان من خلال التعاون مع الإيرانيين في العراق من توظيف الشيعة في العراق لضرب المقاومة السنية العربية للاحتلال الأمريكي للعراق. وتغاضى الأمريكان مقابل ذلك عن الاختراقات الإيرانية للأمن العراقي لا بل شجعت الإدارة الأمريكية شيعة العراق على المبادرة في السيطرة على العملية السياسية وقدمُت لهم كل دعم لوجستي في الانتخابات المتكررة هناك وكانت القوات الأمريكية تحاصر المناطق السنية العربية وتشاغلها وتفتعل المواجهات خاصة في فترة الانتخابات وذلك لتعطيل مشاركة تلك المناطق في العملية السياسية عكس ما يعلن.

رؤية الأمريكان للتعاون مع إيران:

يستهدف الأمريكان تحقيق ثلاثة أهداف في الخليج العربي والجزيرة العربية:

أولها الدفاع عن النفط ووصوله إلى الأسواق الغربية بالأسعار المقبولة غربياً.

ثانياً تهيئة الإقليم والمنطقة لقبول الكيان الصهيوني من خلال عملية سياسية كبيرة ومستمرة برعاية الولايات المتحدة.

ثالثاً نزع كل أسلحة الدمار الشاملWMD لدى العرب والإيرانيين وتشجيع الجميع في الإقليم للانخراط في اقتصاد -السوق.

ومن دون شك فإن تعاون الأمريكان مع إيران يساعد الأمريكان على تحقيق هذه الأهداف، ومعاداة إيران قد يعقِّد الوصول إلى تحقيق هذه الأهداف. وبالرغم من الجلبة الإعلامية بين الطرفين إلا أنهما -في العراق- أدركا حاجة كل طرف إلى الآخر فظهرت إلى السطح كل مؤشرات التحالف والتنسيق بينهما. هذا من جهة.

من جهة أخرى تروج في الأوساط الفكرية والإستراتيجية الأمريكية أن تعاون إيران هذا سيقودها في النهاية لأن تطوقها القوات الأمريكية من كل جانب (أفغانستان من الشرق والعراق من الغرب والجمهوريات الإسلامية من الشمال والجزيرة العربية من الجنوب) حيث يوجد في كل هذه المناطق كثافة عسكرية أمريكية وقواعد عسكرية أمريكية لتصبح إيران مثل الفص الذي يسهل عصره وإملاء التغييرات عليه). ويبدو أن بعض الإيرانيين في مركز الدراسات السياسية والدولية (دفتر مطالعات سياسي وبين المللي) النادي الدبلوماسي سابقاً والملحق بوزارة الخارجية الإيرانية (وزارة أمور خارجي) بدأ يحذر من التمادي بالتعاون مع الأمريكان في العراق.

يتمحور المشروع الأمريكي العالمي حول فكرة (توحيد العالم من خلال توحيد السوق) طبعاً هذا التوحيد سيعني مضاعفة الاستقطاب العالمي وتغذية النزاعات الخفيفة المحدودة LOW INTENSITY CONFLICTS لكن من المهم أن نعلم أن هذا لا يتم في الخليج والجزيرة والعراق إلا عبر بوابة واسعة من القبول وبالأخص القبول الإيراني فكان لابد أن تقدم الولايات المتحدة بعض الاستدراجات لإيران في العراق والتغاضي عن الاختراقات الإيرانية في العراق، إن ثلاثة من كبار العقول الإستراتيجية الأمريكية لطالما كتبوا الكتب والمقالات التي تدعو الإدارة الأمريكية لضرورة التفاهم والتعاون مع إيران ومن أبرزهم بريجنسكي (عمل مساعداً للرئيس الأمريكي كارتر لشؤون الأمن القومي 1977 - 1980)، وسكوكروفت (عمل مساعداً للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي للفترة من 1989 - 1993) وميرفي فيشغل حالياً إختصاصياً في مجلس العلاقات الخارجية ولهؤلاء الثلاثة (Breginski, Scowcroft, Murphy) مقالة مشتركة نشروها في مجلة شؤون خارجية foreign affairs ذائعة الصيت يدعون فيها للتعاون مع إيران في المنطقة وها نحن نرى نتيجة دعوتهم في العراق المحتل اليوم.

أهل السُّنة العرب في العراق: ضاعوا بين الفيلين.

ضاع أهل السنة والجماعة في العراق بين الفيل الأمريكي والفيل الإيراني وما يعانونه اليوم من ذبح وتشريد وتهميش وإقصاء من طرف التحالف الأمريكي الإيراني في العراق هو نتيجة متوقعة لتفرقهم وتشتتهم وتخلفهم السياسي الذي لا يعترفون به هذا من جهة وضخامة الإمكانيات الهائلة التي يتسلح بها الأمريكان والإيرانيين من جهة أخرى وهو أمر يتطلب تدخل طرف ثالث لديه إمكانيات وثقل سياسي إقليمي ودولي لإحداث شيء من التوازن على المشهد العراقي ولا تتوفر هذه الخصائص في طرف كما تتوفر في المملكة العربية السعودية الحاضنة التاريخية لأهل السنة والجماعة في المنطقة.

  لقد قامت الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة على أساس ذلك ولذا فهي مطالبة -وفوراً- أن تغشى العراق وتحدث التوازن المطلوب هناك قبل أن يفيض الكأس ويندلق علينا في الجزيرة العربية وفي بلاد الحرمين تحديداً وعندها تتعقد كثير من الأمور ولا يعود العلاج ممكناً. إن تردد المملكة العربية السعودية في المبادرة هذه سيعقد دورها في المستقبل ويصعبه وهذا التردد يشجع إيران على تطوير دورها في العراق وترسيخه واستثماره للضغط على المملكة العربية السعودية ومعها منظومة التعاون الخليجي. المطلوب أن تعيد المملكة العربية السعودية قراءة المشهد العراقي وترسم لنفسها دوراً يستهدف المباشرة في تحقيق التوازن المطلوب بين الشيعة (المدعومون بقوة من إيران) والسنة الذين يفتقرون إلى الدعم من أي جهة كانت. ليست هذه دعوة (لصب مزيد من الزيت على الحرب الطائفية) التي أشعلت أوارها إيران في العراق لكنها دعوة لتحقيق السِّلم الأهلي من خلال إحداث التوازن الميداني الذي قد يتمكن من إعاقة التوجيه الإيراني في العراق.

والموضوع في جوهره ليس بين (شيعة قبالة سنة) كما يحب أن يتخيلها البعض بل الأمر أعقد من ذلك بكثير إذ نلاحظ أن إيران توظف هذه المعادلة بغية ترسيخ الدور (الفارسي) في العراق ومحو الدور (العربي) فيه وهذا أمر انتبه إليه بعض المراقبين الشيعة في العراق والخليج والجزيرة العربية ومن أبرزهم الباحثة سميرة رجب في البحرين فهي برغم كونها تنتمي إلى الطائفة الشيعية في البحرين تحذر من الدور الإيراني في العراق وتدعو لمقاومته ليس في العراق فحسب بل حتى في البحرين بين الطائفة الشيعية هناك .

  إن المؤامرة على (عروبة) العراق باتت واضحة وإن الدور الإيراني في هذا المجال بات من الوضوح ولطالما حذرنا إيران والمسئولون هناك من هذا التوجه لكن لا مجيب ولذا فنحن مطالبون بالدفاع عن (عروبة) العراق قبل أن تستكمل عمليات (التطهير العرقي) والتي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أهل العرب السنة في العراق . فنحن مطالبون بدعم (المقاومة العراقية) الشريفة التي تقوم بدورها في زخم من الصعوبات التاريخية والميدانية. والمقاومة مطالبة بمراجعة شاملة لأوضاعها بحيث تقود هذه المراجعة إلى بلورة وضع استراتيجي أفضل: وحدة التنظيمات و على الأقل التنسيق بينها (مكتب تنسيق)، والارتقاء بالوعي السياسي والإعلامي لأبناء المقاومة عبر دورات من الإرشاد السياسي وتأسيس شبكة من العلاقات العامة الخارجية بالأحزاب الحاكمة والمعارضة والبرلمانات في العالم والمنظمات الحقوقية والغرف التجارية والمستثمرين وغير ذلك، ورفع مطالب موحدة وتأكيدها إعلامياً وأهمها:

1 - جدولة واضحة ومحددة ومعلنة لانسحاب كافة القوات المحتلة لأرض العراق بجميع مظاهرها وأشكالها يتم الالتزام بها وفق ضمانات دولية.

2 - إلغاء مبدأ المحاصة الطائفية والعرقية والإثنية واعتماد مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون.

3 - إقرار مبدأ حق الشعب العراقي في رفض الاحتلال والاعتراف بالمقاومة العراقية وحقها في الدفاع عن بلدها.

4 - بما أن الانتخابات في العراق ناقصة الشرعية لا يحق للإدارة الناشئة عنها إبرام أي اتفاقية أو معاهدة من شأنها المساس بسيادة العراق ووحدته أرضاً وشعباً واقتصاداً.

5 - التأكيد على هوية العراق العربية والإسلامية والوقوف بحزم ضد كل من يهدد ذلك.

6- إطلاق سراح جميع المعتقلين والمحتجزين ولاسيما النساء والأطفال وإيقاف عمليات الدهم المستمرة وانتهاكات حقوق الإنسان.

المصدر: موقع المسلم