قرية الأيتام في رفح.. من يغيثها ؟
20-5-2004 م
ناشد مسئول "قرية الأيتام" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة المؤسسات
والهيئات الخيرية والإنسانية في العالم من أجل إنقاذ حياة 88 طفلاً
فلسطينياً و 18 مربية، وعدد من الموظفين الذين يعيشون في هذه القرية
الواقعة في حي السلطان الذي تواصل القوات الإسرائيلية محاصرته لليوم
الرابع على التوالي.
وقال وائل أبو مصطفى مسئول القرية -قرية الأيتام- في اتصال هاتفي مع
شبكة "إسلام أون لاين.نت" الخميس 20-5-2004: "لقد قامت قوات الاحتلال
الإسرائيلي بتدمير سور القرية، وعاثت في المبنى الخارجي دمارا وخرابا،
وهي تطلق نيران أسلحتها تجاه غرف الأطفال بشكل عشوائي؛ وهو ما ألقى في
قلوب الأطفال الرعب والخوف".
وأوضح أبو مصطفى: "نفد حليب الأطفال والغذاء، ولا نستطيع تقديم الطعام
للأطفال، وطلبنا من الصليب الأحمر مجموعة من الأدوية ونحن ننتظر
استلامها".
وتابع قائلاً: "الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال علينا (القرية)
يتسبب في معاناة الأطفال البالغ عددهم 88 , حيث أصبح كل 20 طفلا حبيس
جناح من أجنحة القرية، لا يستطيعون التحرك بين الغرف أو مغادرة
أماكنهم.. وتحولت الابتسامة التي كانت مرسومة على شفاههم إلى
دمعة".
يشار إلى أن قرية الأيتام هي مؤسسة حكومية تعمل على ضم العشرات من
الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة من سن يوم واحد وحتى سن
متقدمة، وتعمل على تقديم العديد من الخدمات والأنشطة الثقافية والصحية
لهؤلاء الأطفال.
هدموا البيت على رؤوسنا
وبالطبع فإن مصائب الاحتلال لا تأتي فرادى؛ فقد كانت عائلة أبو طه
ضحية أخرى للعدوان الإسرائيلي المستمر على حي السلطان في رفح، وقال
أحد أفراد العائلة في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" الخميس إنه "بينما
كنت أتابع مع أشقائي (عدنان وسعد) وعائلتيهما المكونة من 12 شخصاً
مجريات الأحداث حولنا، فإذا بإحدى الغرف تنهار، وقتها أدركنا أن
الجرافات الإسرائيلية قد بدأت بهدم منزلنا كما هدمت المنازل
الأخرى".
وأضاف بعد أن غمر الحزن وجهه: "نجونا بأعجوبة من الموت المحقق، خرجنا
من المنزل بشكل سريع في محاولة منا للنجاة، ولم نستطع أن نُخْرج أي
شيء من الأثاث أو الطعام أو الشراب، ولجأنا إلى منزل أحد
أقاربنا".
ولم تكن عائلة أبو طه الوحيدة في هذه المعاناة؛ فقد تعرضت عائلات أخرى
إلى كثير من الفظائع، وحاولت الجرافات الإسرائيلية هدم المنازل على
رؤوسهم.
يقول إبراهيم خفاجة -من سكان رفح- والألم يعتصر قلبه: "خرجت أنا
وزوجتي نهلة وشقيقي من المنزل عندما بدأت عملية الهدم والتجريف، إلا
أننا أصبنا بشظايا حطام المنزل ونحن نهمُّ بالخروج منه".
وتقول زوجة إبراهيم، واصفة عملية الهدم المتواصلة لمنازل المواطنين في
محيط مسجد الإيمان الواقع في حي السلام بـ"اللاإنسانية"، وتضيف: "إن
هذا هو الإجرام بعينه، لقد أخرجنا أطفالنا من المنزل قبل لحظات من
الهدم، ولو بقينا في منزلنا لأصبحنا أشلاء تحت أنقاض وحطام
المنزل".
تطهير عرقي
ويوضح المواطنون في رفح أن "الأحداث المأساوية في مدينة رفح يمكن
وصفها بحملة تطهير عرقي"، مشيرين إلى أن عمليات القتل كانت بشكل
متعمد، ومثال ذلك الشهيد جمال عوض العصار - 39 عاما- الذي خرج إلى
شرفة منزله وفي يده راية بيضاء كي يجلب الماء لأطفاله الذين يتضورون
جوعاً وعطشاً إلا أن رصاص قناصة الاحتلال كان أسرع؛ حيث أصيب بعيار
ناري في رأسه، وما إن قام شقيقه عماد بإسعافه حتى تم قنصه هو الآخر ،
وإصابته إصابة خطيرة".
ويتعالى صوت القرآن الكريم في شوارع رفح من كل جانب؛ حيث يقيم أهالي
الشهداء في مخيمي يبنا والشبورة بيوت العزاء.
وتشير بعض المصادر الطبية إلى أن الثلاجات الخاصة بجثامين الشهداء
امتلأت في المستشفيات، وبدأ استخدام ثلاجات الخضراوات في محاولة لتجنب
تعفن الجثث وانتشار الأمراض، وذلك لعدم تمكن الأهالي من دفن
الشهداء.
ووسعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس هجومها بمدينة رفح جنوب قطاع
غزة، واستشهد 5 فلسطينيين، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين في
العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح الذي بدأ الثلاثاء 18-5-2004 إلى 39
بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
- التصنيف: