الاحتفالات المبتدعة صور من الطغيان المادي
مظاهر الإسراف والتبذير وإضاعة أموال المسلمين لم تعد قاصرة على المواكب والاستقبالات والاحتفالات بالمناسبات المخترعة كعيد النصر وعيد العمال وإقامة الدورات الرياضية ببذخ وترف بل تعدى الأمر إلي الإحتفال بأعياد ومواسم مبتدعة كالمولد النبوي ورأس النسة الهجرية وذكرى الإسراء والمعراج حيث نقيم الزينات والسرادقات ونأتي بالشيوخ المقرئين ونوسع على أولادنا باللحم والحلوي وكل ذلك لم يفعله سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم - ولو كان خيرا لسبقونا إليه وقد أنقضت خير القرون دون هذه الإحتقالات مع عظيم إستمساكهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
· شر الأمور محدثاتها
وعن جابر - رضي الله عنه - قال : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه : السبابة والوسطى ويقول : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" ( رواه مسلم ) وفي رواية للنسائي : "وكل ضلالة في النار" وفي الصحيحين : "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد" وكان عمر رضي الله عنه يقول : " كل محدثة بدعة وإن رآها الناس حسنة " وعن ابن مسعود رضي الله عنه " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم عليكم بالأمر العتيق " وكان الشافعي رحمه الله يقول : " من استحسن فقد شرع " وذلك لقوله سبحانه : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [الشورى : 21]
· قول ابن تيمية
يقول ابن تيمية : ( فمن ندب إلي شيء يتقرب به إلي الله أو أوجبه بقوله أو فعله من غير أن يشرعه الله فقد شرع من الدين مالم يأذن به الله . ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكاً لله شرع له من الدين مالم يأذن به الله نعم قد يكون متأولا في هذا الشرع فيغفر له لأجل تأويله إذا كان مجتهدا الاجتهاد الذي يعفي فيه عن المخطيء ويثاب أيضاً على اجتهاده لكن لا يجوز اتباعه في ذلك كما لا يجوز اتباع سائر من قال أو عمل قولاً أو عملاً قد علم الصواب في خلافه وإن كان القائل أو الفاعل مأجوراً أو معذوراً )) أ . هـ .
· صدق الإنتساب لدين الله .
هل احتفالنا - على مثل هذا النحو - يحقق صدق الإنتساب لدين الله ؟ وهل إذا احتفلنا بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - عظمنا سنته الشريفة وعملنا بشرعته ؟ وهل أخذنا دروسا في الاستقامة من مناسبة الإسراء والمعراج ؟ وماالذي استفدناه من ذكرى الهجرة ؟ أين معاني التضحية ؟ أين معاني التضحية والبذل والجهاد والأخوة الإيمانية والإيثار ومخالفة الكفار والتوكل على الله في حياتنا وحياة الناس ؟ لقد أصبحت هذه الاحتفالات عبارة عن ذر للرماد في العيون ولو كنا نحسن التأسي لعلمنا أن كل خير في أتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ومالم يكن يومئذ دينا فليس اليوم بدين ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها وأول هذه الأمة لما عمل بالاتباع وتجنب الابتداع غير الله به وجه الأرض {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11]
· الاحتفال بأعياد المشركين .
ولا يخفي عليك أن الاحتفال بأعياد المشركين كعيد الميلاد وشم النسيم أشد مخالفة وقبحاً إذ أن أعيادهم من أعظم شعائر دينهم الباطل . إن الواجب علينا أن نظهر شعائر الإسلام ونطمس مظاهر الكفر ولا سبيل لظهور الدين إلا بتعظيم حرمات الله ومتابعة الفرائض بالنوافل وصبغ الحياة بمعاني الإيمان والانتهاء عن الصور المادية التي خيل بها الأعداء على ضعاف البصر والبصيرة منا حتى ظننا أننا نحسن الصنع وما درينا أن العملة الزائفة لا تروج على الله وإلا فما قيمة سرادق يقام ثم ينقض ونعود سيرتنا الأولى ضياعا وانحرافاً .
سعيد عبد العظيم
من مشاهير الدعاة في مصر - الاسكندرية.
- التصنيف: