هؤلاء النسوة منا، وأولئك ليسوا منا

منذ 2007-01-29

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

هذا مني، وأنا منه

فاقتداءً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في تشجيع الخير وأهله، وبيان أن الأعمال الصالحة جديرة بأن تنسب إلى الإسلام، وأن ينسب صاحبها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن جليبيب: «قتل سبعة فقتلوه. هذا مني، وأنا منه»، وكما قال غير مرة في شأن كثير من الصحابة الكرام.

وفي المقابل قال -صلى الله عليه وسلم-: «من غشنا فليس منا»، وقال: «من حمل علينا السلاح فليس منا»، وقال: «إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء».

ويجمع هذين الأمرين قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقوم فهو منهم»، فمن تشبه بالمؤمنين الصادقين صار منهم وإن لم يلحق بهم، ومن تشبه بالكافرين صار منهم في أخلاقهم وسلوكهم وإن لم يشرك كشركهم.

وقد شهدت الساحة الإسلامية في الآونة الأخيرة مشهدين نسائيين متباينين أحدهما يرضي الرحمن -بإذن الله-، ويسخط الشيطان، والآخر يرضي الشيطان، ويسخط الرحمن، رغم أن صاحبات ذلك الموقف وذاك كلهن منتسب إلى الإسلام.

فهلم بنا نقارن بين الموقفين، لنرى مصداق قوله تعالى: {إن سعيكم لشتى}، فسبحان الله فالفرق بين الموقفين كالفرق بين الثرى والثريا، بل أكبر.

نساء في ساحة السينما

المشهد الأول: في ساحة السينما وفي يوم العيد تنزل الراقصة الفلانية، وممثلة الإغراء الفلانية ليشهدن بأنفسهن افتتاح أفلامهن التي أتحفن بها الأمة في عيد الفطر.

وفي ساحة السينما حيث الفتيات التي لم تعد تستطيع أن تميز بينهن وبين الراقصات والمطربات من شدة تشبههن بهن في لبسهن ومشيتهن وسلوكهن.

وفي الساحة أيضا شباب متسكع ضل طريقه عن النبع الصافي، والمورد الزلال، ومراكز الإشعاع "المساجد"، ليصل إلى ساحات الشيطان حيث الأجساد العارية والأعراض الرخيصة، وليتسابق الجميع شباباً وفتيات لكي يظفروا بنظرة إلى الراقصة أو المغنية، وكل فتاة قد أباحت من عرضها النظر، وعلى الشباب أن يستكشف ما وراء ذلك هل جادت به أم لا؟

ولكن إذا بلغ الهرج أقصاه فلا داعي لأن يرهق نفسه بعناء الاستكشاف وليتستر في الزحام. ينهب ما شاء من أعراض بنات المسلمين، طالما رفعت البنت شعار أن كله يهون من أجل تذكرة سينما.

فيا نساء السينما راقصات أو مغنيات أو مشاهدات لستم منا ولسنا منكم. ولا داعي أن نوجه نداءاً لرجال السينما لأنه لا يوجد رجل بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة يمكن أن ينتسب إلى السينما ممثلاً أو مغنياً أو مشاهداً.

نساء في ساحة الجهاد

وأما المشهد الآخر، فنساء ارتدين ثياب العز والشرف، تخلقن بأخلاق صحابيات النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنسال الله أن يحشرهن معهن وإن لم يبلغ بهن عملهن، مجموعة من المجاهدين يحاصرهم العدو الصهيوني في أحد مساجد قرية "بيت حانون" يطالبهن العدو بالاستسلام، فيردون بأنهم سيقاتلون حتى الموت، يبدأ العدو في هدم سور المسجد عليهم لتكون المعركة مفتوحة يستطيعون فيها أن يختبئوا وراء دباباتهم ودروعهم، يصدر النداء لعجائز المسلمين هبوا لنجدة المجاهدين، على الفور تحركت مائتا امرأة عجوز ذهبن إلى المسجد وسط دهشة الجنود الإسرائيليين ماذا يرون؟! ولكنه اكتشف متأخراً لقد شكلن درعاً بشرياً حول المسجد، ليوفرن غطاءً آمناً للمجاهدين للخروج من حصارهم، أدرك اليهود الأمر، أكلت نار الحقد قلوبهم، وجهوا بنادقهم تجاه العجائز لتسقط منهن ثلاثة، نسال الله أن يتقبلهن عنده من الشهيدات، وتجرح الباقيات، لتصل رسالتهن مدوية إلى الشياطين، إن كنتم قد ظفرتم منا براقصة ومغنية وفتاة مستهترة، فإن الأمة بحمد الله ليس كلها كذلك، فما زل الخير باقياً في أمتنا، وما زال من أمتنا من يحملون همّ هذا الدين من رجال ونساء، بل من أطفال وعجائز تقر بهن أعين المحبين، وتسخط عليهن أعين الحاقدين.

نداء

وإلى كل الشاردين عن طريق الحق من أبناء وبنات الأمة: إلى متى ستظلون منا ولكنكم علينا؟ إلى متى ستظلون منا ولكن أخلاقكم غيرنا؟ أما لكم في سلفكم الصالح أسوة؟! أما لكم في المجاهدين والمجاهدات قدوة؟!

وإلى دعاة حقوق المرأة الذين نظموا المظاهرات من أجل حق الفتاة المتبرجة في الذهاب إلى السينما والمزاحمة عليها دون أن ينال منها شيء إلا برضاها أين أنتم من مقتل عجائز "بيت حانون"؟! ما لآذانكم قد صمت عن سماع أخبارهن؟! ألأنهن عجائز ليس لكم في المتاجرة بزينتهن مأرب؟ ألأنهن محجبات فبينكم وبينهن ما بين السندان والمطرقة؟ أو لأنهن قد قتلن في ساحات الجهاد، وليس لكم هم إلا ساحات السينما؟!

ويا أمة الإسلام صبراً فليلك كاد يسفر عن صباح.

المصدر: موقع صوت السلف www.salafvoice.com

عبد المنعم الشحات

أحد المشايخ البارزين بمسجد أولياء الرحمن بالاسكندرية للدعوة السلفية و منهجه منهج أهل السنة و الجماعه و سلف الأمة من الصحابة و التابعين لهم باحسان