الاستهزاء بالملك على رؤوس الفضائيات

منذ 2007-02-09

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير,

في سابقة خطيرة, تدلّ على مدى ما وصل إليه حال الكثير من الأمة من انحدار فكري وانحلال عقدي, تستهزئ إحدى المغنيات بملك الملوك سبحانه على شاشات الفضائيات..

فاجأتنا أخبار بأن أحد المذيعين ببرنامج على الفضائية اللبنانية استضاف المغنية المسماة "نانسي عجرم", ثم سألها السؤال التالي:

"يوماً فرضنا جدلاً.. التقيتي برب العالمين على أبواب الجنة، بتتوقعي شو يحكيلك"!!

(يقصد: هَبِي أنكِ التقيتِ بالله تعالى على باب الجنة تتوقعي ماذا يقول لك؟؟)

فأجابت:

"أنا عم بتعب جهدي " أد " ما فيه.. طالما عايشة على هالقلب والحياة.. إنُه بس واجه ربي يقولي يانانسي اتفضلي ونص"!!

وتشير بذلك إلى أغنية لها هابطة اسمها " آه ونص"..

وبداية نبشر نانسي بهذه الفتوى، عن فضيلة الشيخ العلامة محمد العثيمين نقلاً عن موقعه الأشهر:

فتاوى نور على الدرب (نصّية): التوحيد والعقيدة

السؤال: سؤاله الثاني يقول فيه: هناك بعض الشباب يمزح ويقول كلاماً على الله وعلى رسوله من أجل أن يضحك زملائه، وحينما ننصحه يقول أنا أمزح.. فبماذا تردون عليه؟ وهل إذا كان مازحاً يجوز له أن يمزح بكلام عن الدين أو الله أو الرسول أو المؤمنين؟

الجواب:

الشيخ: "نقول إن هذا العمل - وهو الاستهزاء بالله أو برسوله أو كتابه أو دينه - ولو كان على سبيل المزح، ولو كان على سبيل إضحاك القوم، نقول إن هذا كفر ونفاق، وهو نفس الذي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في الذين قالوا ما رأينا مثل قراءنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء (يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه)، فنزلت فيهم هذه الآية {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ}، لأنهم جاءوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام يقولون: يا رسول الله إنما كنا نتحدث حديث قطع لنقطع به عنا الطريق. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لهم ما أمره الله به {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ . لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}..

فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يعبث فيه، لا باستهزاء ولا بإضحاك ولا بسخرية؛ فإن فعل فإنه كافر لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل وكتبه ورسله وشرعه، وعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع، لأن هذا من النفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر، ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته".

ثم ننقل لها إجماع العلماء على كفر من استهزأ بالله تعالى أو رسوله أو دينه, ومن أراد المزيد فليراجع كتاب "الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم"، لشيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية رحمه الله.

فيا نانسي، وكل من مثلك تجرأ على جناب ملك الملوك , بالله عليكِ أتجرئين على الاستهزاء برئيس دولتك بهذه الصورة؟؟ وبالله عليكِ لو سألكِ سائل عن إمكانية مقابلتكِ لرئيس دولتكِ, هل يمكنكِ القول بأنكِ ستجعليه يقول ادخلي ونص؟؟

والله لا تجرئين..

فكيف بكِ وقد تجرّأ قلبكِ الآثم على ملك الملوك, الذي وهبكِ النفس, وأعطاكِ القوة والحياة, ولو أراد أن ينزعها منكِ, والله لن يمنعه أحد, ولن يرده عنك راد..

فكيف بكِ إذا قابلتيه يوم الحساب, كيف بكِ وقد أدخلوكِ قبركِ وحدكِ, ثم كيف بكِ وقد سألكِ المَلَكان في قبركِ, عن إلهكِ ودينكِ ونبيّكِ؟ أتردّين عليهم كما زعمتِ على الفضائيات؟!

ثم كيف بكِ يوم القيامة, وقد قام الناس لرب العالمين, يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها, يوم يشيب الولدان، ويفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه..

ثم كيف بك يوم تطاير الصحف, فآخذٌ كتابه عن الشمال وآخذٌ كتابه عن اليمين؟؟

وما أعظم الفرق بين هذا وذاك؛ وما أعظم فرحة أصحاب اليمين, ومدى حسرة أصحاب الشمال {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يلَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً}..

يا نانسي.. أنتِ على قيد الحياة, ولازالتْ بكِ الأنفاس, وباب الملك لا يغلق حتى في وجه من سبّوه..

فبادري قبل أن تمرّي على صراط أدق من الشعر وأحد من السيف.. ارجعي إلى خالقكِ ومولاكِ قبل فوات الأوان, قبل أن تغرغر الروح في الحلقوم, وبعدها تندمين، ولات حين مندم.

ويا كل معجبٍ بهذه المغنية, بالله عليكم! أهذه قدوتكم في زمن غربة الإسلام, وتربص الأمم بكم؟؟!

الأمة تناديكم: يا أبناء الإسلام ذودوا عن عرينكم، وقوموا لله قانتين, داعين مجاهدين، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر ناشرين للخير..

أبالله عليكم مثل هذه تصلح أن تكون قدوة لبنات خديجة وفاطمة الزهراء وعائشة, وأم سلمة وزينب, والخنساء وغيرهن من نساء الإسلام؟؟

أهذه تصلح أن تكون قائدةً لأبناء خالد والقعقاع وصلاح الدين وقطز؟؟

وأخيراً.. أذكّركم بقول المعصوم صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الرَّجُلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ ما يَرَى بها بَأْساً يَهْوِي بها في النارِ سَبعينَ خريفاً».

اللهم ردّنا إلى دينك رداً جميلاً، واختم بالصالحات أعمالنا يارب العالمين..

والله المستعان..

*ملاحظة: تم مشاهدة مقطع فيديو لهذا اللقاء بشكل شخصي، وهذا من باب التوثيق والتأكيد وعدم التشكيك في الأمر.

محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام