هبي يا ريح الإيمان - النسمة الثالثة: عندما يفرح الرب (4)

منذ 2014-04-06

عزائم الرجال: مر مالك بن دينار، يوما في السوق، فرأى بائع تين، فتاقت نفسه إلى التين، ولم يكن يملك ثمنه، فطلب إلى البائع أن يؤخره فرفض، فعرض مالك على البائع أن يرهن عنده حذاءه مقابل هذا التين فرفض ثانية، فانصرف مالك وأقبل الناس على البائع وأخبروه عن هوية المشتري، فبعث بغلامه إلى مالك بعربة التين كلها وقال لغلامه: إن قبلها منك فأنت حر لوجه الله.

3. العزم: اعزم على أن لا ترجع إلى الذنب ولا تعود، وكن رجلا في ذلك فإن وعدت فأوفِ، وإذا نويت فاصدق، وإذا عزمت فتوكل على الله.

  • عزائم الرجال: مر مالك بن دينار، يوما في السوق، فرأى بائع تين، فتاقت نفسه إلى التين، ولم يكن يملك ثمنه، فطلب إلى البائع أن يؤخره فرفض، فعرض مالك على البائع أن يرهن عنده حذاءه مقابل هذا التين فرفض ثانية، فانصرف مالك وأقبل الناس على البائع وأخبروه عن هوية المشتري، فبعث بغلامه إلى مالك بعربة التين كلها وقال لغلامه: إن قبلها منك فأنت حر لوجه الله.

    وذهب الغلام إلى مالك واضعًا في باله أن يبذل قصار جهده لينال حريته، فإذا بمالك يقول له: اذهب إلى سيدك وقل له: إن مالك بن دينار لا يأكل التين بالدين، وإن مالك بن دينار حرّم على نفسه أكل التين إلى يوم الدين.
    قال الغلام: يا سيدي خذها؛ فإن فيها عتقي.
    قال مالك: إن كان فيها عتقك فإن فيها رقي.
    رأى مالك أن شهوته أذلته وأن بطنه أهانته، فأدّب نفسه وحرم عليها أكل التين زجرًا لها وتهذيبًا.
    فكيف لا يعزم هذه العزمة من استزله شيطانه وأخضعه شهوته فسقط في بئر الخطيئة؟!كيف هان عليه أن يرى نفسه ذليلة مهينة دون أن يمد لها يد المساعدة وينتشلها من مستنقع الهوان؟!

     
  • عزم يفل الحديد: وعى سلمة بن دينار الدرس فلما مر بالجزارين قالوا له: هذا لحم سمين فاشتري قال: ليس عندي ثمنه، قالوا: نؤخرك، قال: أنا أؤخر نفسي ووعاه أضا إبراهيم بن أدهم حين شكا إيه الناس وقالوا: إن اللحم غلا، فقال: أرخصوه (أي لا شتروه).

    يا أخي.. اسمع هذا القول الناطق بالحكمة الذي نطق به ابن سمعون حين قال: "رأيت المعاصي نذالة، فتركتها مروءة، فاستحالت ديانة". 
    بل أبشِر أنك بمجرد هذا العزم تنهمر عليك البركات ويفيض عليك الخير.. ألم تسمع أبا حزم سلمة بن دينار وهو يقول في كلام تستضيء به القلوب: عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر، وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح.
    عجبا لعبد خائر العزم.. ضعيف الهمة.. ليس له قوة إلا على الذنب، وليس له عزم إلا على الخطيئة.
    ألا من لقلب في الهوى غير مُنتهٍ وفي الغي مطواع وفي الرشد مُكره
    أساوره عن توبة فيقول: لا، فإن قلت: هذى فتنة قال: أين هي؟

    لطيفة: كان الفضيل بن عياض يقول للمجاهدين وهو يودعهم للقتال في سبيل الله: "عليكم بالتوبة، فإنها ترد ما لا ترده السيوف".

     

خالد أبو شادي

طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ مُتميّزة

المقال السابق
النسمة الثالثة: عندما يفرح الرب (3)
المقال التالي
النسمة الثالثة: عندما يفرح الرب (5)