لا يهولنكم النفق المظلم
أشفق على فتاة ترى الحديث عن (الرومانسية) بين زوجين مجرد حروف حالمة، وهي ترى أمام عينيها أختها التي منيت بزوج نذل، أو صديقتها التي ذبلت زهرتها منذ تزوجت..
من عادتي ألا أترك تعليقًا عندي لا أمر عليه، ثم أحرص على مراجعة من شاركوا المنشورات، أحب أن أراني في مرآة الآخرين؛ مسترشدًا..
وقد يتكرر أن أجد أحد الأصدقاء أو المتابعين وقد (شير) كلامًا لي مع تعليق تهكمي منه، أو من أحد أصدقائه من باب أنهم يرون الكلام نوعًا من (الأفورة)، إحداهن علقت في صفحة صديقتها على منشور لي قائلة: "ربنا يعينه حالته صعبة!"، وآخر قال: "الرجل ده من كتر ما كلامه عالي.. شكلي هعمله بلوك"!
والحقيقة أن مثل هذا لا يحزنني بقدر ما أحزن لواقع منكوس، رسم في نفوس شبابنا أن القبح هو الأصل، أن الحب صار شيئًا من الخيال، أن العاطفة ضرب من السذاجة!
أحزن لشاب مشفق من أمر الزواج؛ فكل أصحابه الذين سبقوه -أو غالبهم- يقول له: "كانت شورة مطينة"!
أشفق على فتاة ترى الحديث عن (الرومانسية) بين زوجين مجرد حروف حالمة، وهي ترى أمام عينيها أختها التي منيت بزوج نذل، أو صديقتها التي ذبلت زهرتها منذ تزوجت.
أقدر ضغط الواقع وما فيه بكل تفاصيله..
وما يزيدني هذا إلا إصرارًا على إبراز الجمال المُتوارىَ خلف ركام الأسى..
لا يهولنكم النفق المظلم، ما دام بإمكان كل واحد منكم أن يكون حاملاً لمشعل النور فيه!
محمد عطية
كاتب مصري