رسالة إلى قاهري الأمريكان
منذ 2008-03-25
رحماك يا الله؛ بأمة اخترتها لأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فإذا ببعضها يكاد يأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف في قضاياها المصيرية!.
بعد خمس سنوات من بدء تنفيذ مخطط الاجتياح الأمريكي للعراق، والذي كان يستهدف بلا شك ما هو أبعد من العراق؛ ها هو العالم يرى أحلام (الكاوبوي) الأمريكي تتبخر على ضفاف دجلة والفرات، دون أن تمطر الأمريكيين وحلفاءهم إلا بوابلات الثأر وويلات الهزائم، بعد أن كان غرور ذلك الكاوبوي قد بلغ حد الاعتقاد بأن أُمتنا لم تعد إلا مجرد قطيع من البقر الذي يمكن سوقه إلى حظائر النهب التاريخي، الذي مارسه الغرب في طول الدنيا وعرضها في غياب سلطان المسلمين.
كان بالإمكان أن يتغير وجه المنطقة كلها، بل العالم كله؛ بعد غزو العراق إلى أوضاع خضوع وهيمنة للمارد الأمريكي، الذي أراد تحويل حلم الإمبراطورية الأمريكية إلى واقع مفروض، يبدأ تحقيقه من أرض (بابل)؛ وفق أحلام توراتية تلمودية، تجمع عتاة اليهود مع غلاة النصارى في مشروع (العلو الكبير) المشترك بينهما.
لكن... نعم لكن؛ شاء الواحد القهار -سبحانه- أن يقهر بالموحدين كيد المُثَلِّثِين وأعوانهم من اليهود الأمريكيين والشرق أوسطيين، وكان بدء جهادكم يا إخواننا على أرض الرافدين؛ هو نقطة الانطلاق نحو زلزلة ذلك المشروع الشيطاني العالمي المسمى (إمبراطورية القرن الحادي والعشرين) في مشروع مقاومة مضاد، عبر عنه الكاتب المشهور محمد حسنين هيكل -بتعبير مصري دارج- عندما قال: "المقاومة في العراق (كعبلت) المشروع الإمبراطوري الأمريكي".
لكن ما لم يقله هيكل؛ أن تلك المقاومة لم تكن بعثية عبثية، ولا وطنية طينية، ولا قومية علمانية، ولا شيعية رافضية، بل كانت إسلامية سنية، فهي لم تفشل المشروع الأمريكي لمجرد كونها مقاومة عراقية، وإنما لكونها اختارت الإسلام الصحيح راية وحيدة للمدافعة والجهاد، وهو ما لم يحدث في أي معركة خاضتها العلمانية العربية في معاركها الخاسرة عبر الستين عامًا الماضية.
يعلم الجميع -يا إخواننا- ما كان عليه شعب العراق قبل بدء جهادكم المبارك، حيث عانى ذلك البلد من ويلات حروب ثلاثة، استمرت أولاها -وهي حرب الخليج الأولى- ثماني سنوات (1981 -1989) أهلكت الحرث والنسل، وكان من آثارها ومن ضمن نتائجها (حرب الخليج الثانية) 1991م، التي فتحت أبواب الفتن على العراقيين والعرب أجمعين، وأدخلت الشعب العراقي في أتون حصار ضار، استمر لما يزيد عن ثلاثة عشر عامًا، هلك فيها عشرات الآلاف من الأطفال قبل الكبار، بسبب نقص الغذاء والدواء، كما هلكت آلاف أخرى لا تُحصى من الناس بسبب إشعاعات اليورانيوم المنضب التي انتشرت في الأجواء مع إلقاء أطنان القنابل الإجرامية الأمريكية أثناء تلك الحرب، لينتهي ذلك الحصار الممتد إلى حرب أنكى وأشد، وهي حرب الخليج الثالثة، التي أراد أعداء الأمة أن يكون العراق منطلقها نحو إخضاع ما تبقى من حصون الإباء في المسلمين، مع الإبقاء على الاتحاد الأمريكي قطبًا وحيدًا حاكمًا في العالم لمائة عام قادمة!.
وبالرغم من كل سُحُب الظلام وحُجُب اليأس التي خيَّمت على الرءوس بعد هزيمة الجيش العراقي السريعة المريعة؛ فقد شاء الله أن يلقي على قلوب فريق منكم -أيها المجاهدون- سكينة ورباطة جأش، سرعان ما تحولت إلى نواة جيش مقاوم لكل ظالم قام بهذا العدوان، أو شارك فيه، أو تواطأ عليه.
لقد قمتم -إخواننا- في وجه حلف لم يكتفِ بأن على رأسه أقوى وأكبر وأحدث جيوش العالم، حتى ضم إليه قوات من ثلاثين دولة، مع من تواطأ مع ذلك الحلف للطعن من الخلف، وراح العالم يراقب الآثار المتوقعة لاستراتيجية (الصدمة والترويع) التي فتح الأمريكيون جحيمها على العراقيين لإرهابهم، ولإرعاب كل من تسوِّل له نفسه أن يرفع رأسه بأي رد فعل!! ولكن رد فعلكم -أيها المنافحون- كان منذ شهوره الأولى أبلغ صدمة وأشد ترويعًا للأمريكيين المعتدين ولمن تحالف معهم، وهو ما جعل العدو يحار في متاهاته ويراجع استراتيجياته لعله يستعيد زمام الأمر، ولكن هيهات أن تغلب الفئة الكثيرة فئة قليلة اعتصمت بالله ورفعت راية لا إله إلا الله.
لقد شاء الله أن يظهر بكم -أيها المجاهدون- آيات ودلالات على تصديق سننه القدرية لسننه الشرعية، وأن يحيي بكم وبغيركم من المجاهدين في ساحات الفداء في العالم آثار شرعة الجهاد والاستشهاد، التي ضاعت الأمة دهرًا بتضييعها وتغييبها.
وقد كسر الله بكم أنف الشيطان الأكبر، وأظهر ضعف كيده وجبن أوليائه، وجسَّد بكم المبنى الذي دلّ المعنى في قوله تعالى: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [سورة النساء: 76] فرددتم بأمر الله روح الأمل في حلوق المؤمنين، بعد أن كاد يزيغ قلوب فريق منهم، ورد الله الذين كفروا بغيظهم، لم ينالوا خيرًا، لا من العراق ولا ما حوله طوال ما مضى من زمن الحرب الصعبة، بل تكاثرت على الأمريكيين الخسائر العسكرية والاقتصادية، وتعقدت سياساتهم وسياسات عملائهم الأمنية والإعلامية، وراح شيعة آل البيت الأبيض يضربون أخماسهم في أسداس، وأثلاث أوليائهم من اليهود والنصارى، باحثين عن الخيار الأمثل للفرار الأسهل من جحيم المعركة، التي تحولت بالفعل إلى محرقة لكل خريطة طريق يرسمها صهاينة اليهود وصهاينة النصارى وصهاينة العرب؛ لتغيير معالم أوطاننا الناهضة بالإسلام.
أكثر ما يحيرنا، وأكبر ما يؤلمنا -أيها الأحرار في زمن العبودية- أن أقل القليل في الأمة من يذكر لكم هذا الجميل فيشكر عملكم الجليل؛ حيث إن مواقف نكران الفضل، بل كفران نعمة الله في النصر، هي أبرز ما يميز مواقف الناس، الذين كان فضلكم عليهم كبيرًا، بعد فضل الله عز وجل، إذ فديتموهم بدمائكم وأرواحكم، وقدمتم نجاتهم وحياة ذراريهم على سعادة أطفالكم ونسائكم وأمهاتكم!
إن حزمة من المواقف المؤسفة والتصرفات المخجلة، تلف أقوال وأفعال الكثير من الناس تجاه جهادكم المبارك، الداخل عامه السادس دون توانٍ أو تهاون، وهي مواقف يمكن أن يكون عنوانها الجامع هو (النكران والخذلان)، وهو ما يذكرنا على الفور بقول النبي صلى الله عليه وسلم عما تلقاه الطائفة المنصورة من أمته في كل زمان أو مكان، من جحود وصدود، لردها عن مجاهدة حزب الشيطان.
لقد كشف مؤخرًا عن حقائق مذهلة بشأن ما أحدثته نكايتكم في الأمريكيين المعتدين من تحولات، هددت استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة برمتها، بل قد تهدد بقاء الاتحاد الأمريكي نفسه على رأس القطبية الواحدة، أو حتى استمرار بقائه اتحادًا متماسكًا عَصِيًّا على التفكك..! فقد فضح الاقتصادي الأمريكي (جوزيف ستيغليتز) الحائز على جائزة نوبل للسلام في المجال الاقتصادي، أسرار التردي السحيق للاقتصاد الأمريكي بسبب حرب العراق، وذلك في مناسبة مرور خمسة أعوام على نشوبها، حيث كشف أن نزيف أمريكا في العراق بعد هذه السنوات، أوصل تكاليف تلك الحرب إلى ثلاثة تريليون دولار (3000 مليار دولار) !! وقد بيَّن ذلك الخبير الاقتصادي جوزيف ستيغليتز في تقريره بهذا الشأن بعنوان (حرب الثلاثة تريليونات دولار) أنه لم يدخل في حسابات تلك الحرب الأموال المرصودة أو التي يجب أن تُرْصَد للإنفاق على ضحاياها من الجرحى والمصابين والمحالين إلى خارج الخدمة، والذين تتضاعف أعدادهم عن أعداد القتلى المنتهى من أمرهم، وكذلك لم يحسب الأموال الربوية المستحقة على القروض التي تتحملها الخزانة الأمريكية للإنفاق على استمرار تلك الحرب حتى (تحقق أهدافها)!! وبيَّن أنه لو فعل ذلك فربما تصل تكلفة الحرب إلى خمسة تريليونات من الدولارات.
لقد كان الأمريكيون يسبحون -قبل قومتكم أيها المجاهدون- في أوهام الأحلام عندما خطَّطوا للحرب التي أخرجوكم من حساباتها، حيث كان تقدير (لاري ليندسي) المستشار الاقتصادي لجورج بوش عن تكاليف غزو العراق قبل بدئه، أن ذلك لن يزيد عن 200 مليار دولار! ومع هذا فقد عاب عليه وزير العدوان السابق (رامسفيلد) هذه (المبالغة).. وقال ذلك المهزوم المستقيل أو المقال: "إن تكاليف الغزو لن تزيد عن 50 إلى 60 مليار دولار!!".
والآن يتكشف أن بذلكم من أموالكم ودمائكم وأرواحكم -أيها المضحون- يكلف اقتصاد أعداء المسلمين نحو 12.5 مليار دولار شهريا، مما يوقع الاقتصاد الأمريكي في ورطات اقتصادية متواصلة وهو ما لن يصبر عليه أحرص الناس على حياة من الذين أشركوا، ولهذا فقد طالب كاشفو حقائق تلك الحرب الكونجرس الأمريكي بأن يكف عن التستر على الخسائر الاقتصادية والبشرية لتلك الحرب التي كلفت الأمريكيين في خمس سنوات أكثر بكثير مما كلفتهم حرب فيتنام في 12 عامًا.
ولأن دماء الأمريكيين أثمن عندهم من دماء كل العالمين -أيها المرابطون- فقد أرَّق جهادكم الشعب الأمريكي وأرهقه، وهو يرى طوابير التوابيت تطير من جنة الدنيا الموعودة بالباطل، إلى جهنم الآخرة المتوعدة بالحق، ولذلك فقد أشار استطلاع أجرته صحيفة (يو إس تودي) الأمريكية، ونشرته في (13/3/2008م)، إلى أن 60% من الشعب الأمريكي صاروا يعارضون استمرار الحرب، وأكثر منهم اعتبروا أن قرارها في الأصل كان ضد مصلحة الشعب الأمريكي، الذي فقد في تلك الحرب - بحسب إحصاءات الكذب الرسمي- نحو 4000 قتيل، ونحو 60 ألف جريح، دون أن يكون لذلك العقاب المخزي أي ثمن مُجْزٍ!.
مع كل ما أظهرتموه -أيها المجاهدون- من إثخان في الأمريكان لا نكاد نرى من يرى في ذلك إنجازًا يستحق الاعتراف أو الإنصاف، ولو عرفانًا للدماء المبذولة والأرواح المقدمة لنصرة الدين وافتداء المستضعفين، كما أهاب القرآن، في قول الله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [سورة النساء: 75].
عن ماذا نتحدث أيها المجاهدون؟ وعمن نتحدث؟ عن بطر الحق الذي تكافحون عنه؟ أم عن غمط الناس الذي تواجهون به؟.
- هل نتحدث عن الذين لا زالوا يشتركون مع العدو الظاهر في حربكم، فيقفون معه في خندق واحد ضدكم؟ أم عن المؤسسات الرسمية العربية التي اعترفت بشرعية حكومة الاحتلال التي تجثم على أرضكم فتبادلوا معها العلاقات واستعدوا لإقامة السفارات، رغم معرفة الجميع أنها حكومة احتلال!.
- هل نتكلم عن أدعياء الدين المجاهرين بولاية الكافرين وعداوة المجاهدين دون حياء من الله أو استخفاء من الناس؟ أم نتناول الظلم الأشد مضاضة على يد أولي القربى الذين لا يرون أي غضاضة في التمادي في ظلمكم مادام يوصل إلى حل سياسي وتفاهم دبلوماسي -على حسابكم- قد يُفضي إلى مشاركة ممثلي السنة المدعاة في حكومة البدع المفتراة، المحمية من الصهيونية العالمية، المتسترة بالشرعية الدولية؟!
- أم هل نتحدث -أيها المجاهدون- عن الجماهير المعزولة عنكم، والمصروفة عن قضيتكم بسفاسف الأمور من مباريات وملهيات، وهموم معاشات، أم ننكر على الغوغاء الذين هتفوا لأعداء الصحابة متنكرين لجهاد أحفاد الصحابة الذين يعملون لإحياء نهجهم وسلك طريقهم؟
-هل نؤاخذ الإعلام العلماني الذي يحتار في الوصف المختار لكم من بين (متمردين) أو (إرهابيين) أو (تكفيريين)، أو على أحسن تقدير يصفكم بـ(المسلحين المتشددين).. ضنًّا على أحيائكم بوصف الجهاد، وعلى موتاكم بوصف الاستشهاد؟ .. أم نلوم الإعلام الإسلامي الذي يجاري معظمه الظالمين في ظلمهم أو الجبناء في جبنهم، أو المائعين المميعين في تمنعهم عن قول (كلمة الحق) أو الشجاعة فيها، إلا إذا كانت على حساب أعراضكم وحرماتكم؟
- هل نعاتب نيابة عنكم (العلماء) الذين فتَر أكثرهم عن نصرتكم بعد أن أفتوا في بداية الغزو بوجوب الجهاد معكم؟ أم نلوم (الأغنياء) الذين ضنّ الكثير منهم بالقليل من دعمكم، بدعوى الخوف من ضرركم؟.. أم هل نذم (الأمراء) الذين ليس لهم من الأمر شيء إلا إذا كان ضدكم وفي طريق ضركم؟! مع أن جهادكم هو الذي حفظ -بأمر الله- على هؤلاء العلماء هيبتهم، وعلى الأغنياء ثراءهم، وعلى الأمراء كراسيهم، حيث كان كل أولئك في دائرة استهداف المغامر الأمريكي الطائش، وفي جدول أطماعه الطامحة الجامحة!.
- هل نحاسب بعض الجماعات الإسلامية السنية التي نافست الجماعات الشيعية والصوفية في إشاعة الأراجيف حول شرعية جهادكم ونقاء رايتكم، مع استحلالهم للخوض في أعراضكم بباطل يلبس لبوس الحق، أو بنطح مطلي بلون النصح؟ أم نخاطب بعض المفكرين والمنظِّرين، الذين لم يدرك فكرهم بعد أبعاد بأس الكفار، ولم يصل نظرهم أبعد من أقدامهم عندما لم يروا آثار تحالف الفجار؟ هل نتحدث عن هؤلاء.. أم هؤلاء.. أم هؤلاء؟ أم نشكو معكم لرب الأرض والسماء زمانًا انقاد أهله لدين ملوكهم، وانصاع ملوكه لهوى أعدائهم، فأصبح الأكثرون -إلا من رحم الله- لا يرون إلا بعيون أعدائهم، ولا يكادون يتكلمون إلا بألسنتهم؟!.
رحماك يا الله؛ بأمة اخترتها لأن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فإذا ببعضها يكاد يأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف في قضاياها المصيرية!.
لكن داعي الإنصاف أيها الذائدون عن الحياض، الذاهلون عن الانتصار لأنفسهم من منتهكي الدماء والأموال والأعراض؛ يجعلنا نقول: "لن يضركم من خالفكم ولا من خذلكم، فيكفيكم أن الله حاميكم وروح القدس ينافح عنكم (فيما نحسب والله حسيبكم)".
نحن لا نعتقد فيكم العصمة، ولكن نتوسم فيكم الحكمة التي يفيض بها العزيز الغفور على أهل الثغور كلاًّ بقدر عطائه وفدائه وإخلاصه، كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت: 69] ومع هذا فإن الوقوع المتوقع في أخطاء -وأخطاء كبيرة- أثناء لقاء الأعداء؛ هو أمر وارد، وبخاصة في ظل ظروف مثل ظروف ملحمتكم الكبرى والأخطر في تاريخ المسلمين المعاصر، مع ما يصاحبها من تشابك في أطراف الصراع، وقلة تمايز في الصفوف، وكثرة في الأعداء، وندرة في المناصرين الأولياء، كل ذلك كان جديرًا بأن يقع في جهادكم بعض ما يؤخذ عليكم.
إن نقدنا للمواقف الخاذلة لكم -أيها المقاومون- لا تنسينا الاعتراف من باب الإنصاف، بالفضل لأصحاب الفضل، من الذين يقفون معكم من وراء الأستار، رغم الأخطار، وهم شركاؤكم على جميع الأحوال في منقبة الانتداب في غزوة الأحزاب المعاصرة. أما نحن المراقبون العاجزون عن مشاركتكم في تلكم الهِبة الإلهية، في هَبّتكم الجهادية، فعزاؤنا في تحديث النفس بأن تأخذ حظًّا مما تأخذوه، وتعطي شيئًا مما تعطوه. فنصر الله قادم بنا أو بغيرنا، وهو مكتوب لمن كانوا على الحق ظاهرين ولعدوهم قاهرين حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
المصدر: موقع لواء الشريعة
- التصنيف: