قوانين الطبيعة ووجود الله

منذ 2014-05-16

جاءتني رسالة من صديق كريم.. تعليقًا على موضوع "قوانين الطبيعة ووجود الله" السابق مفادها أنه في حيرة من أمره بلغت مبلغ الداء في موقف البشر من قوانين الطبيعة في قضية وجود الله، فتجد منهم من يدافع عن وجود الله باستخدام قوانين الطبيعة، وتجد منهم من يدافع عن الإلحاد باستخدام نفس القوانين، فاعتبر هذا الصديق وجود قوانين للطبيعة سلاحًا ذا حدين في قضية وجود الله.

جاءتني رسالة من صديقٍ كريم.. تعليقًا على موضوع "قوانين الطبيعة ووجود الله" السابق مفادها أنه في حيرة من أمره بلغت مبلغ الداء في موقف البشر من قوانين الطبيعة في قضية وجود الله، فتجد منهم من يدافع عن وجود الله باستخدام قوانين الطبيعة، وتجد منهم من يدافع عن الإلحاد باستخدام نفس القوانين، فاعتبر هذا الصديق وجود قوانين للطبيعة سلاحًا ذا حدين في قضية وجود الله.

وبناءًا عليه طلبَ مني أن استفيض أكثر في تبيين وتوضيح رد هذه الشبهة وأنا -بعون الله وكرمه- قائم بذلك في مقالكم الذي بين أيديكم:

شبهة معارضي وجود الله:

هم يقولون أن الإنسان القديم كان يرى ظواهر الطبيعة تحدث.. فكان يُعزي وقوع هذه الطبيعة إلى آلهة أو إله متحكِّم بالكون! يفعل بإرادته هذه الوقائع والأحداث. ولكننا الآن وبعد الثورة الصناعية في أوروبا وبعد الثورة العلمية في علوم الفيزياء عرفنا أسباب كل شيء فلا حاجة لنا الآن بافتراض وجود إله لا نراه كي نُفسِّر أحداثًا بل قوانين الطبيعة كافية بتفسيرها.

رد شبهة معارضي وجود الله:

تأمَّلوا في هذه القصة التي أُعطي بها مثالًا ليتضح مدي حجية كلامهم من عدمه:

كان عدة أفراد يعيشون في غرفة.. وكان بهذه الغرفة أنوارًا تضيء وتُطفئ بطريقةٍ غير مُتَوَقَعَة، فكان هؤلاء الناس يقولون: إن مهندس تصميم الكهرباء في الغرفة يتحكَّم بالأنوار وإضاءتِها كلما أراد.. فلا يمكن للأنوار أن تُوجدُ أصلًا ولا أن تسير نفسها بنفسها وتشتعِل من تلقاء نفسها.

وظل القوم هكذا فترةٍ غير وجيزةٍ من الزمان.. إلى أن فكَّر أحد قاطني الغرفة بفكرةٍ متميزة، وهي أن يُسجِّل في جداولَ طويلة سلوك هذه الأضواء.. بحيث يُحصيها ويُحصي معها أوقات إنارتها وإظلامها، وكانت قريحته ممتازة مما مكَّن هذا الرجل أن يكتب جداول تتنبأ بما سيحدث في الأنوار إلى درجةٍ عاليةٍ من الصحة. وكان بينهم رجلًا آخر يُفكِّر في أمر الجداول فانبرى قائلًا: "نحن نعرِف أسباب الإضاءة والظلمة، فما حاجتنا لافتراض وجود مهندس يُنير المصابيح ويطفؤها؟!"

فقال له قائل: "أسباب الإضاءة والظلمة؟! ما لك يا رجل كيف تُفكِّر؟! إن صاحبنا لم يزد عن كونه أحصى الأنوار ومعدلاتها فما بال ذلك بأسباب الإنارة؟ إنها لا تعدو أن تكون إحصاءً بدرجةٍ معينةٍ من الدقة لما يفعله المهندس في الأنوار... أليس كذلك يا رجال؟!".

فانبرى عقلاء القوم بقولهم: "نعم هو ذاك، فلا يمكن أن تصل حماقتنا بأن نُعِدُ الجداول قد صنعت المصابيح والآن إذا بها تنيرها وتطفؤها" واعترض بعض الحمقى مدَّعين أن "الجداول هي أسباب الإنارة والإظلام"! فما أعجبهم من حمقى.

والله أعلم.

سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

 

 

 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي