كيف أتوب - نقطة النهاية

منذ 2014-05-25

أيها الحبيب... سرت معي في دروب نالك فيها من الخوف الكثير، ومن التعب أكثر لأصل بك إلى جادة طريق التوبة... رجائي في الله كبير أن تكون قد هانت الدنيا في عينك حين يبدأ بصرك يفارق حروفي.

أوصيك ونفسي...

بتقوى الله.. انفض غبار الدنيا.. ألق رداء الكسل عليك بالعزيمة الصادقة في مجاهدة النفس.

اجعل آخر حرف من هذا الكتاب بداية للتوبة الصادقة تسبقها دمعة تجمّل مآقيك وينفتح لها قلبك.

كان بعضهم يقول في مناجاته: "ليت شعري ما اسمي عندك يا علام الغيوب؟ وما أنت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب؟ وبم تختم عملي يا مقلب القلوب؟"

الخاتمة نسأل الله حسنها.

إخوتاه..

إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله.. عليه توكلت وإليه أنيب، وقد فعلت ما عليّ.. وأبرزت لكم ضعفي.. وما زلت أعالج مسمار الهوى في قلب العاصي.. أميل به تارة الى جانب التخويف... وتارة الى جانب التشويق.. ولما ضعف الماسك بإزعاجي له اتسع عليه المجال فجذبته.. فعلّي جذبت حبّ المعصية من قلوبكم..

أنفت لصبي اللعب من بيع جوهر العمر النفيس للهوى.. فشددت عليه في الزجر ليعلم بعد البلوغ أني لم أخنه بالغيب..

توبوا إخوتاه.. فلعلّكم لا تمكثون مليّاً.. فتحملون على أعناق الرجال..

يا صبيان التوبة.. قد عرفتم شرور أعطان الهوى.. فارحلوا طالبين طهارة التقوى.. حثوا مطايا الجد ولا يلتفت منكم أحد..  وامضوا حيث تؤمرون. توكلوا على الله.. توبوا ولا تخافوا.. أقبلوا ولا تلتفتوا.. امضوا الى ربكم والله يعفو عنّا وعنكم.. ويرحمنا وإيّاكم..

اللهم تب علينا توبة نصوحا.. اللهم تب علينا توبة ترضيك.. اللهم تقبّل توبتنا.. واغسل حوبتنا.. وامح خطيئتنا.. وارفع درجتنا...

________________
ملخص من كتاب "كيف أتوب؟" لـ: "محمد حسين يعقوب"

محمد حسين يعقوب

داعية إسلامي مصري، حاصل على إجازتين في الكتب الستة وله العديد من المؤلفات

المقال السابق
علامات التوبة المقبولة