الفتور - مظاهرُه-6- ضياع الوقت

منذ 2014-05-29

ضياع الوقت وعدم الإفادة منه، وتسجيته بما لا يعود عليه بالنفع، وتقديم غير المهم على الأهم، والشعور بالفراغ الروحي، والوقت وعدم البركة في الأوقات.

ضياع الوقت وعدم الإفادة منه

أقول: أختم هذه المظاهر بهذه المظاهر السريعة من مظاهر الفتور:

ضياع الوقت وعدم الإفادة منه، وتسجيته بما لا يعود عليه بالنفع، وتقديم غير المهم على الأهم، والشعور بالفراغ الروحي، والوقت وعدم البركة في الأوقات، وتمضي عليه الأيام لا ينجذ فيها شيئًا يذكر.


الآن كثير من الناس، وهو مصاب بداء الفتور يقول: والله تغير الزمان، أنا ما أستفيد من وقتي، لا يا أخي الكريم ما تغير الزمان العيب فيا:

 

نعيـب زماننـا والعيب فينـا *** ومـا لزماننـا عيـب سوانا

ونشـكو ذا الزمان بغير حق *** ولـو نطق الزمان بنا هجانا


فمن مظاهر الفتور: ضياعة الوقت، وهذه شكوى عامة، دليل أن هناك بلاء؛ ولذلك نجد أن الجادين ما عندهم وقت.


أعطيكم مثالًا واحدًا:

سماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز حفظه الله وثبته على الحق وبارك في عمره، يقول أحد من يعرفه معرفه جيدة: إنني منذ عدة سنوات والله ما رأيته أضاع خمس دقائق، خمس دقائق التي هي ثلاثة مائة ثانية، مع أنه يعمل يوميًا قرابة ثمانية عشر ساعة في الدعوة، والعلم والعبادة، وعمره فوق الثمانين، بارك الله في عمره، هل يمكن أن نقول عن سماحة الشيخ: عبد العزيز أنه فتر؟ أبدًا لكن أولئك الذين يضيعون أوقاتهم أمرهم عجيب.


المظهر الثاني من مظاهر الفتور: الأخيرة لأني أعطيتها أرقامًا جديدة مظهر انتبهوا له يا شباب أنا نعم أركز، اسمحوا لي أخص الشباب لأسباب هم يعرفونها، لكثرة ما يقعون في هذا الأمر، ولأن من شبَّ على شيء شاب عليه.

وينشأ ناشئ الفتيان منا ** علـى مـا كان عوده أبوه

------------------------

من كتاب "الفتور" للشيخ "ناصر بن سليمان العمر"

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا

المقال السابق
مظاهرُه-5- ضعف الإيمان والغلو في الدنيا
المقال التالي
مظاهرُه -7- الانتقاد والتسويف