لا تحزن - حتى تكون أسعد الناس (58)

منذ 2014-06-19

ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابُه في أحدٍ كان الأمرُ مكروهاً في ظاهرِه، شديداً على النفوسِ، لكن ظهر له من الخيرِ وحسنِ الاختيارِ ما يفوقُ الوصف، فقد ذهب من بعضِ النفوسِ العجبُ بانتصارِ يوم بدرٍ، والثقةُ بالنفسِ، والاعتمادُ عليها، واتخذ اللهُ من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتلِ كحمزة سيدِ الشهداء، ومصعبِ سفيرِ الإسلام، وعبدِالله ابن عمروٍ والدِ جابر الذي كلمه اللهُ وغيرهم، وامتاز المنافقون بغزوةِ أحد، وفضح أمرهم، وكشفُ اللهُ أسرارهم وهتك أستارَهُمْ.

  • وخيرة اللهِ وللرسولِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ظاهرةٌ باهرةٌ، فإن كلَّ مكروهٍ وقعَ له صارَ محبوباً مرغوباً، فإن تكذيب قومِه له، ومحاربتِهم إياه كان سبباً في إقامةِ سوق الجهادِ، ومناصرةِ اللهِ والتضحيةِ في سبيلِه، فكانت تلك الغزواتُ التي نصر اللهُ فيها رسوله، فتحاً عليه، واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثةِ جنة النعيم، ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصلْ هذا الخيرُ الكبير والفوزُ العظيمُ، ولما طُرِد صلى الله عليه وسلم من مكة كان ظاهرُ الأمرِ مكروهاً ولكن في باطنِه الخيرُ والفلاحُ والمنّةُ، فإنه بهذه الهجرةِ أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلامِ، ووجد أنصاراً، وتميز أهلُ الإيمان من أهلِ الكفر، وعُرِفَ الصادق في إيمانِه وهجرته وجهادِه من الكاذبِ.

    ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابُه في أحدٍ كان الأمرُ مكروهاً في ظاهرِه، شديداً على النفوسِ، لكن ظهر له من الخيرِ وحسنِ الاختيارِ ما يفوقُ الوصف، فقد ذهب من بعضِ النفوسِ العجبُ بانتصارِ يوم بدرٍ، والثقةُ بالنفسِ، والاعتمادُ عليها، واتخذ اللهُ من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتلِ كحمزة سيدِ الشهداء، ومصعبِ سفيرِ الإسلام، وعبدِالله ابن عمروٍ والدِ جابر الذي كلمه اللهُ وغيرهم، وامتاز المنافقون بغزوةِ أحد، وفضح أمرهم، وكشفُ اللهُ أسرارهم وهتك أستارَهُمْ.
    وقسْ على ذلك أحواله صلى الله عليه وسلم، ومقاماته التي ظاهرُها المكروهُ، وباطنُها الخيرُ لهُ وللمسلمين.
     

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

المقال السابق
حتى تكون أسعد الناس (57)
المقال التالي
حتى تكون أسعد الناس (59)