لا تحزن - حتى تكون أسعد الناس (57)

منذ 2014-06-19

وهذا داودُ عليه السلام ارتكب الخطيئةَ فندم وبكى، فكانت في حقِّه نعمةٌ من أجلِّ النعم، فإنه عرف ربه معرفة العبدِ الطائعِ الذليل الخاشعِ المنكسرِ، وهذا مقصودُ العبودية فإن من أركانِ العبودية تمامُ الذلِّ للهِ عزَّ وجلَّ. وقد سئِل شيخ الإسلامِ ابنُ تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم: «عجباً للمؤمنِ لا يقضي اللهُ له شيئاً إلا كان خيراً له» هل يشمل هذا قضاء المعصيةِ على العبدِ؟، قال نعم، بشرطِها من الندمِ والتوبةِ والاستغفارِ والانكسارِ.

  • لا يكن يومُك كلُّه قراءةً أو تفكراً أو تأليفاً أو حِفْظاً بل خذْ من كل عملٍ بطرفٍ ونوِّعْ فيه الأعمالَ فهذا أنشطُ للنفسِ.
     
  • الصلواتُ ترتبُ الأوقاتِ فجعلْ كل صلاة عملاً من الأعمالِ النافعةِ.
     
  • إن الخير للعبدِ فيما اختار له ربُّه، فإنه أعلمُ به وأرحمْ به من أمه التي ولدته، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه، ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقِه ومولاه.
     
  • ولعبدُ لضعفه ولعجزِه لا يدري ما وراء حجبِ الغيبِ، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمورِ أما الخوافي فعلمُها عند ربي، فكم من محنةٍ. صارت منحةً وكم من بليةٍ أصبحت عطيةً، فالخيرُ كامنٌ في المكروهِ.
     
  • أبونا آدم أكلَ من الشجرةِ وعَصَى ربَّه فأهبطَه إلى الأرضِ، فظاهرِ المسألة أن آدم ترك الأحسنَ والأصوبَ ووقع عليه المكروه، ولكن عاقبة أمره خيرٌ عظيمٌ وفضلٌ جسيم، فإن الله تابَ عليه وهداه واجتباه وجعله نبياً وأخرج من صلبِه رُسُلاً وأنبياءَ وعلماءَ وشهداءَ وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين، فسبحان الله كم بين قوله {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ}، وبين قوله {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} فإن حالة الأول سكنٌ وأكلٌ وشربٌ وهذا حال عامة الناس الذين لا همّ لهم ولا طموحات، وأما حاله بعد الاجتباءِ والاصطفاء والنبوةِ والهدايةِ فحالٌ عظيمة ومنزلةٌ كريمة وشرفٌ باذخٌ. 
     
  • وهذا داودُ عليه السلام ارتكب الخطيئةَ فندم وبكى، فكانت في حقِّه نعمةٌ من أجلِّ النعم، فإنه عرف ربه معرفة العبدِ الطائعِ الذليل الخاشعِ المنكسرِ، وهذا مقصودُ العبودية فإن من أركانِ العبودية تمامُ الذلِّ للهِ عزَّ وجلَّ. وقد سئِل شيخ الإسلامِ ابنُ تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم: «عجباً للمؤمنِ لا يقضي اللهُ له شيئاً إلا كان خيراً له» هل يشمل هذا قضاء المعصيةِ على العبدِ؟، قال نعم، بشرطِها من الندمِ والتوبةِ والاستغفارِ والانكسارِ.
     
  • فظاهرُ الأمرِ في تقديرِ المعصيةِ مكروهٌ على العبدِ، وباطنُه محبوبٌ إذا اقترن بشرطِه.
     

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 1
  • 0
  • 1,880
المقال السابق
حتى تكون أسعد الناس (56)
المقال التالي
حتى تكون أسعد الناس (58)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً