أنماط - (35) نمط الاحتماليون

منذ 2014-07-04

المحتمل لا يُشكِّك؛ بل هو دائمًا يُهوِّن الأمور ويتكلَّف الإيهام بوجود خلاف أو تكلّف تسويغه وبث فكرة أن الأمر دائمًا محتمل وغير واضح أو محكم! وأن كل طرف معه أدلة وحجج وبالتالي هم سواءً في النهاية..! والحقيقة أن هذه الطريقة من أهم وسائل مروجي الباطل ومسوغيه والراضين به - لتوهين ذلك الباطل في نفوس الناس، وإضعاف إحكام الحق في صدور أهله وتمويه أو طمس الحد الفاصل بين الصواب والخطأ.. ولهم في ذلك حيل ومسالك ولتعرفنهم في لحن القول..!

ونمط الأخ المحتمل يُعد قريبًا من النمط السابق الشكَّاك المتشكِّك..

لكن الأخ المحتمل لا يُشكِّك؛ بل هو دائمًا يُهوِّن الأمور ويتكلَّف الإيهام بوجود خلاف أو تكلّف تسويغه وبث فكرة أن الأمر دائمًا محتمل وغير واضح أو محكم! وأن كل طرف معه أدلة وحجج وبالتالي هم سواءً في النهاية..!

والحقيقة أن هذه الطريقة من أهم وسائل مروجي الباطل ومسوغيه والراضين به - لتوهين ذلك الباطل في نفوس الناس، وإضعاف إحكام الحق في صدور أهله وتمويه أو طمس الحد الفاصل بين الصواب والخطأ.. ولهم في ذلك حيل ومسالك ولتعرفنهم في لحن القول..!

ولا شك أنه ليس من باطل على الأرض إلا ولدعاته حجج وعِلل بها يتبعهم الخلق، ومن خلالها يقتنعون بأنهم على حق..! {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا . الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103-104]..

فليست العِبرة في مجرَّد وجود الحجج والأدلة التي يستشهد بها المبطلون على زيفهم ويخدعون بها الناس؛ ولكن العِبرة في حجيتها وصحة توظيفها وموافقتها لكليات ومقاصد الشرع المنزل، وإن أخوف ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أُمّته قومًا سمَّى لهم إمامة لكنها إمامة ضلال «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةُ الْمُضِلِّينَ» (رواه ابن حِبَّان، وصحَّحه الألباني)..

ولقد أقرَّ لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعلم لسان وجدال بالقرآن لكنه علم وجدال لم ينفِ نفاقهم وتدليسهم وتلبيسهم على عباد الله فقال: «أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُنَافِقٌ عَلِيمُ اللِّسَانِ يُجَادِلُ بِالْقُرْآنِ» (رواه الإمام أحمد وغيره)..

فإن تكرَّرت الأخطاء وفاحت ريحها الخبيثة..

وجدتهم يُبرِزون في وجهك صكوك الثقة ويُسكِتونك بطريقتهم المعتادة قائلين: يا أخي الأمر واسع وفيه خلاف وما نحن إلا مقلدة..!

هنا أيضًا يُهوِّن الامتثال ويختفي التمايز وتذوب الفوارق بين الخطأ والصواب ويندثر النكير وتبهت معالِم الحق وتنزوي خلف ذلك التسويغ والتهوين المستمر من هؤلاء..

ولهذا النمط أيضًا نقول:

ما أجمع الخلق على أنبيائهم بل وما من مسألة في الغالب إلا وستجد فيها مخالفًا ولو أن كل خلاف كان سائغًا كما تزعمون؛ لَمَا عُرِف معروف، ولا أُنكِر منكر، ولَمَا صدع بالحق صادع.. لكن يأبى الله إلا أن يجعل للحق عدولًا عالِمين ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين ويصدعون بحقيقته وإن نخر هؤلاء الـ... الاحتماليون!

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
(34) نمط الشكَّاك
المقال التالي
(36) نمط المُصدِّق لكل شيء!