الديمقراطية مبتدأ وخبر

منذ 2014-07-08

لو توقف أمر الديمقراطية على الجانب الإصطلاحي والجانب الإجرائي لم يكن بأس على الإسلاميين أن يأخذوا به، ولكن مساوئها فيها وفي من تبنَّوها من المتفرعنين، بدءًا بفلسفتها القائمة أصلا على العَلمانية، ثم عدم مصداقية مستعمليها من أهل السُّلط، فإن الجماهير والدعاة مُستضعفون في هذا الباب، والواقع يشهد، وما تراه العينان وتسمعه الأذنان أبلغ في البيان مما تخطه البنان!

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ، إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ } [النحل:63-37] وقال تعالى فيما قال يوسف عليه السلام: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:39-40].

من المبادئ النظرية للديمقراطية وشعاراتها: الحرية والإخاء والمساواة(1)، وهاهم أهلها ينتقدونها في مقوماتها، ويرفضون مبدأ المساواة، ويعلنون أن الديمقراطية بمفهومها الغربي لا تصلح، ولا تستحق البقاء.

ولْنَدَعْ شاهداً من أهلها يشهد، فيقول:" هناك غلطة أخرى تُعزى إلى اضطراب الآراء فيما يتعلق بالإنسان والفرد، تلك هي المساواة الديمقراطية. إن هذا المذهب يتهاوى الآن تحت ضربات تجارب الشعوب، ومن ثم فإنه ليس من الضروري التمسك بزيفه، إلا أنّ نجاح الديمقراطية قد جعل عمرها يطول إلى أن يدعو للدهشة، فكيف استطاعت الإنسانية أن تقبل مثل هذا المذهب لمثل هذه السنوات الطويلة؟! فـإن" مذهب الديمقراطية لا يحفُل بتكوين أجسامنا وشعورنا. إنه لا يصلح للتطبيق على المادة الصلبة وهي الفرد. صحيح أن الناس متساوون، ولكن الأفراد ليسوا متساوين، فتساوي حقوقهم وَهْمٌ من الأوهام، من ثم يجب ألا يتساوى ضعيف العقل مع الرجل العبقري أمام القانون، ومن خطل الرأي أن يُعطَوْا- أي الأغبياء- قوة الانتخاب نفسها التي تُعطى للأفراد مُكتملي النمو. كذلك فإن الجنسين لا يتساويان، فإهمال انعدام المساواة أمر خطير جداً. لقد ساهم مبدأ الديمقراطية في انهيار الحضارة بمعارضة نمو الشخص الممتاز، ولما كان من المستحيل الارتفاع بالطبقات الدنيا فقد كانت الوسيلة الوحيدة لتحقيق المساواة الديمقراطية بين الناس هي الانخفاض بالجميع إلى المستوى الأدنى، وهكذا اختفت الشخصية"(2).

فإذا كان هذا قول كبرائهم، فَلِمَ نخجل نحن أو نوجل من نقدها، وكيف نؤمن بها بعد أن كفر بها صانعوها؟! وليست الحجة في قول الدكتور كاريل وحده، بل الواقع خير دليل على ذلك، وإلا لو صلحت وبقي إيمانهم بها ثابتاً فلماذا علمانية ومواطنة وعولمة وحداثة، وما بعد الحداثة، وما بعد البعد.. وما ندري بعدها ماذا؟ لماذا كل هذا التخبّط والترقيع، واللف والدوران؟!

بل إن هذا المبدأ مبدأٌ خياليٌّ وليس واقعياً، ولم تطبقه أوروبا يوماً واحداً في حياتها، ولم يكن الشعب ولا الأغلبية هي مصدر السلطات أبداً، وإنما كان المتنفِّذُون يتسلطون على الشعب باسم الشعب، ويضحكون على أذقانهم، وما صدقَتْ مرة واحدة البرلماناتُ في تمثيلٍ صادقٍ للشعوب والمواطنين، ولو ذهبنا نقوم بحسابات سريعة لوجدنا مثلا كذا حزب يترشح، بل يطاحن ويطاعن على نيل التمثيل، تنقسم بعدد الشعوب، ويأتي يوم الانتخاب، فيتولى بعض الشعب عن الانتخاب ويمتنع عن التصويت، وربما كانت أغلبيته ممتنعة! وينقسم الباقون على الأحزاب والأشخاص، وفي النهاية يفوز بالتمثيل من نال الأكثرية من المصوتين، وليست الأغلبية في المواطنين! ثم هؤلاء يَحْكمون كلَّ الشعب من صوَّت موافِقاً، ومَن صوَّت مخالِفاً، ومَن امتنع عن التصويت، أو مَن مُنِع منه! فأين حُكم الشعب في هذا؟! وإذا أخطأوا مرة وتركوا الشعوب تعبر عن رأيِها، وتختار منهجها أو ممثليها؛ فإنهم سوف يكفرون بنتائج الديمقراطية، ويحاربونها وينقلبون عليها، والعجب أن تلك الحرب وذلك الانقلاب يكون باسم الديمقراطية نفسِها وحماية لها!

كل ذلك يعني أن السيطرة على شؤون الدولة تصبح بيد " الأقلية"، وليست "الأغلبية" التي تفترضها النظرية الديمقراطية. ففي الأنظمة الغربية لا يحكم الشعب كما تفترض النظرية، ولكن الذي يحكم هي تلك الأقلية التي تسمى (النخبة). ومن ثم ففي الغرب نخبة ديمقراطية تحكم بسبب ما توفّر لها من قدرة على التحكّم في الموارد الطبيعية ومصادر الثروة والقوة، وبحكم بعض المزايا الموروثة وغيرها من العوامل. ويؤدي التوزيع غير المتساوي للموارد إلى تحكُّم فئات اجتماعية معينة في الموارد وإلى السعي– عن طريق المؤسسات الاجتماعية- إلى ترسيخ مصالحها ومزاياها الاجتماعية لتصبح جزءاً لا يتجزأ من النظام حتى يألفها الناس، ويعتقدون مع مرور الأيام بحق النخبة المسيطرة في الحكم. ولذلك إذا أردنا تطبيق المعنى الحرفي للديمقراطية الذي هو حكم الشعب؛ فإنه لـن يكون هناك مكان للنخب في النظام، ولكـن ينبغي من ناحية أخرى أنه لن يكون هناك ديمقراطية في أي مكان في العالم.."(3).

والأمثلة على ذلك كثيرة؛ قديمة وحديثة، لا مجال لسردها كلها، ربما كان مِن أبرزها وأقدمِها في التاريخ، تلكم الانتخابات الديمقراطية التي أعلنها الدكتاتور المتألِّه والمتربِّب فرعون! وهو الحريص على مصالح شعبه! والذي يخاف أن يُضيعها عنهم موسى(عليه الصلاة والسلام)، أو أن يُظهِر في أرضهم الفساد، أو أن يُبدِّل (دينهم) الذي هو ربهم الأعلى فيه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر:26]، ولكنه استمع إلى نصيحة حاشيته ووزرائه العقلاء، الذين عرضوا عليه النظام الديمقراطي؛ فاستجاب، ورجع إلى الشعب مصدر السلطات ليفعل (فرعونُ) ما يأمر به (الشعبُ): {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} [الشعراء:109-110]. ومن تمام ديمقراطيته فقد أعطى لموسى عليه الصلاة والسلام تحديد موعد الانتخاب ومكانه، فظاهره الحرية وحقيقته التحدي: {اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه:28]، فحدد موعد الانتخاب بيوم الزينة: {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} [طه:59]؛ وهو يوم يجتمع فيه الناس. وقام فرعون بحملته الانتخابية، وأعلن الأعطيات للأنصار إذا غلب حزبُه في هذه الانتخابات، وقَبِل مطَالِب الخدم والطَّمَّاعين والمرتزقة والإنتهازيين والعبيد: {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} [الأعراف:113]، فوعدهم بالحقائب الوزارية القريبة، وحثهم وحضَّهم، وعبَّأهم للمعركة: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى، فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه:63-64]، وفي يومها شاور الديمقراطيون موسى عليه الصلاة والسلام في أيهما يلقي أوراقه أوّلاً: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} [طه:65]؛ وإنما شاوروه اعتزازاً بقوة سحرهم، وظنهم أنهم هم الأعلَوْن، وليس عن عدالة سياسية فيهم، أو ديمقراطية كما يزعمون؛ فأعطاهم موسى عليه الصلاة والسلام الأسبقية: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا} [طه]، فألقَوْا، فسحروا أعين الجماهير واسترهبوهم بسحرهم العظيم: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [الأعراف:116]، {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [ طه:66]، حتى موسى عليه الصلاة والسلام خالَها حياتٍ تسعى، وتوجَّس منها خوفاً: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [طه:67)؛ فثبًّته الله-تعالى-: {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} [طه:68]، ثم ألقى موسى عليه الصلاة والسلام  بأمرٍ من ربِّه سبحانه وتعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69]؛ وكان فرز الأصوات، فكانت المفاجأة الفاجعة للدكتاتور الديمقراطي! ودخلت فئامٌ من الناس وذوي الشأن مع الحزب الغالب، واختارت المنهج السوي الذي تريد، ودانت لقيادته بالولاء الصادق: {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى} [طه:70]؛ فما كان من حليمة إلا أن عادت إلى عادتها القديمة! وصادرت أصوات الناس، وانقلبت على الشرعية في وضح النهار، كما يفعل أحفاده اليوم: {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى} [طه:71]، نعم أعطاهم حرية الاختيار، ولكن ليس لهم أن يختاروا إلا ما أذن لهم فيه! من تناقضات الديمقرطية المزعومة أن تجمع بين المتناقضات، إختيار مفروض، وهل يمكن أن تجتمع الحرية مع التضييق؟!

وما زالت هذه سنة الأنظمة التي لا تقوم على أساس من تقوى الله، ونظامٍ من شريعته؛ حتى وإن ادَّعت الديمقراطية؛ فصار "من الملاحظ لدى التطبيق، أن كل الدول التي تعلن أنها دولٌ ديمقراطية، وأنها تحترم الديمقراطية، وتقاوم النزعة الفردية، لا تخلو من ممارسات ديكتاتورية ظاهرة، أو مقَنَّعة بتزوير إرادة الشعب الذي هو في مفهوم الديمقراطية مصدر السلطات"( 4)، أو بالانقلاب عليه صراحة، وترمي بالمخالفين في السجون والمعتقلات، ويرمون بالديمقراطية معهم كذلك،

وهنا نأتي إلى التفسير الحقيقي الفعلي للديمقراطية، على لسان أحد رؤساء الدول العربية، وهو معمر القذَّافي، حيث إن " الديمقراطية في رأيه تتكون من كلمتين عربيتين هما: ديـمو، وكراسي؛ أي إن الديمقراطية هي النظام الذي يكون فيه الحاكم دائماً على الكرسي"(5) وإن بقي يلف ويدور ويضحك على أذقان الناس، وكأنه يريد وصول الدهماء على الكرسي، وهو أدهم الدهماء، ليس فيه ذرة تؤهله للوقوف بجانب الكرسي، لا أن يجلس عليه وعلى الشعب لأربعين سنة!، الديمومة ولو بالدم، وتاريخه ونهايته يشهدان بهذا التفسير أيضًا! ومهما كلَّفه تضحية بالشعب وهضماً لحقوقه، بل وسفكاً لدمائه ومنعاً لحرياته، وهذا هو الواضح من سياسة أمريكا-فرعون العالم- التي في الوقت الذي تتغنى فيه بالديمقراطية، ترفع شعارًا مفاده: إن لم تكن معنا فأنت ضدَّنا! والتي تريد أن تستولي على كرسي العالَم وتدوم عليه، على الأشلاء والدماء، والتي تدَّعي في العالَم أنها ربُّه الأعلى، ودينها الديمقراطية.

صحيح أن دعوى الديمقراطية أنها تقوم لمنع الظلم والاستبداد، ومنح الشعوب حقوقها، ومنها المشاركة السياسية، وهذا الشقّ جاء به الإسلام، شريطة أن تكون واقعًا ملموسًا لا مجرد شعارات استهلاكية، أو فخاخ وشباك لاصطياد البشر واستعبادهم، والضحك عليهم، وأيضًا شريطة أن يكون إحقاق الحقوق وإيجاب الواجبات، وتحديد المظالم تبعاً لأحكام الله تعالى. ولكن للأسف؛ فالديمقراطية الغربية ليست كذلك، والديمقراطية في بلاد المسلمين ليست كذلك أيضًا؛ لأنها على منوال الغربية تنسج، ومنها تبدأ وإليها تَعود.

ويعترف بعض الغربيين أيضاً بأنه لا ديمقريطية في عالم الواقع والحقيقة، فقد" أصبح استخدام مصطلح الديمقراطية مجرد شعار من الدخان لإخفاء الصراع الحقيقي بين مبدأي الحرية والمساواة"(6)، لأنَّ الحرية المطلقة تناقض المساواة المطلقة، وكلاهما تدعيها الديمقراطية.

ولو توقف أمر الديمقراطية على الجانب الإصطلاحي والجانب الإجرائي لم يكن بأس على الإسلاميين أن يأخذوا به، ولكن مساوئها فيها وفي من تبنَّوها من المتفرعنين، بدءًا بفلسفتها القائمة أصلا على العَلمانية، ثم عدم مصداقية مستعمليها من أهل السُّلط، فإن الجماهير والدعاة مُستضعفون في هذا الباب، والواقع يشهد، وما تراه العينان وتسمعه الأذنان أبلغ في البيان مما تخطه البنان!

مختصر جِدًّا من بحثنا في رسالة الماجستير حول المواطنة أسأل الله تعالى، اسأل الله تعالى أن يُرِيَه النور ويجعل فيه البركة.

------------------

(1)    – "الحرية والإخاء والمساواة" من الشعارات التي نفثها اليهود أثناء الثورة الفرنسية ورددتها الجماهير بحماسة غير واعية، ولليهود منها هدف خاص، كان له الأثر الأكيد في تحطيم بقايا الكنيسة وإبعاد الدين عن الساحة، وجعل الانتماء إلى الأرض هو المقياس، وهذا هو مبدأ المواطنة، فلليهود فيه يد، حيث يسمح لهم بالتسلل إلى أعلى مراكز القرار في الدول لخدمة دولتهم، كما حصل فعلا .

(2)    -  انظر: كارليل ألكسيس (- 1363هـ/ 1944م)، الإنسان ذلك المجهول، ت شفيق أسعد فريد، بيروت، مؤسسة المصارف، ط1، 1424هـ/ 2003م، 306-307.

(3)    - محمد أحمد علي مفتي، نقض الجذور الفكرية للديمقراطية، 36- 37

(4)     - الميداني، كواشف زيوف في المذاهب الفكريّة المعاصرة، 678.

(5)    -  جعفر شيخ إدريس، الإسلام لعصرنا، الرياض، مجلة البيان، ط 1، 1426هـ/ 2005م، 2، 40، وهذا تفسير الرئيس الليبي معمر القذافي للديمقراطية.

- سفر الحوالي، العلمانية، 241، والقائل هو أرنولد توينبي

11 رمضان 1435 (8‏/7‏/2014)

أبو محمد بن عبد الله

باحث وكاتب شرعي ماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي/ بيروت يحضر الدكتوراه بها كذلك. أستاذ مدرس، ويتابع قضايا الأمة، ويعمل على تنوير المسيرة وتصحيح المفاهيم، على منهج وسطي غير متطرف ولا متميع.