تدبر - [124] سورة يوسف (9)
{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف من الآية:100]..
حقًا إنه اللطيف الذي يسوق عبده إلى مصالح دينه ودنياه، ويوصلها إليه بطرق خفية، ربما لا يشعر بها العبد ولا يتوقعها، فيوصله من خلالها إلى السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي، من حيث لا يحتسب..
إنه لطف الله بأوليائه، بتيسيرهم لليسرى، وتجنيبهم العسرى..
هل كان من أحد يتصور أن تكون هذه النهاية وذاك الفتح، هما مآل الإلقاء في الجُب والأسر والسجن، وسائر حلقات سلسلة الابتلاء التي مرَّ بها يوسف، والتى لو فقدت إحداها فربما لم تكن تلك نهايتها..
إنه الله اللطيف العليم الحكيم سبحانه..
بعد كل هذا الإنعام والفضل الذي لا يُحصى، ها هو يوسف عليه السلام يرفع يديه ليتوج قصته بأبدع نهاية، وليدعو بدعاء ما أرقه وما أعذبه؛ يُلخِّص به رحلته الحافلة في الدنيا، ويبتهل إلى حبيبه ومولاه، طالبًا أن يمتد الفضل للآخرة فيلقاه: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101].
- التصنيف: