تدبر - [141] سورة إبراهيم (4)
لأهل الباطل أساليب مُتكرِّرة وطُرق متشابهة ذَكرت سورة إبراهيم شيئًا من تفاصيلها ومسالكها..
ولأهل الباطل أساليب مُتكرِّرة وطُرق متشابهة ذَكرت سورة إبراهيم شيئًا من تفاصيلها ومسالكها ومنها:
1- سياسة تكميم الأفواه وكتم كل صوت يخالف أهوائهم: {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِم} [إبراهيم من الآية:9].
وتأمَّل تصوير المشهد وفزع المُبطلِين من قذائف الحق التي تخرج من أفواه حامليه فيسارعون لكتمها بأي وسيلة ولو كانت أيديهم العارية.
2- سياسة التكذيب والتشكيك فيما جاءوا به من الحق: {وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [إبراهيم من الآية:9].
3- سياسة التسفيه والتحقير من شأن حامل الحق نفسه: {قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِين} [إبراهيم من الآية:10].
4- سياسة الإيذاء والتنكيل والبطش وهي تلك التي واجهها أهل الحق بقولهم متصبرين متوكلين: {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُون} [إبراهيم من الآية:12].
5- ثم في النهاية الصدام الكامل والإخراج من الأرض: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} [إبراهيم من الآية:13].
كل الوسائل مباحة لديهم المهم أن يُسكِتوا..!
أن يُسكَت حملة الرسالة..!
فهل سكتوا؟!
أبدًا..
بل تكلَّموا وبالحق صدعوا وصبروا وصابروا..
ثم لمَّا وصل الصدام إلى منتهاه وبلغ مرحلته الأخيرة وكان مكرًا تزول منه الجبال وجاء التهديد بالإخراج وسوء المآل؛ كان الرد من عند الله الكبير المتعال: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِين . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم من الآية:13-14].
- التصنيف: