تدبر - [199] سورة مريم (11)

منذ 2014-07-17

من نعيم أهل الجنة عدم سماع اللغو: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}...

ومن نعيم أهل الجنة عدم سماع اللغو..

{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم:62]..

واللغو: "هو الكلام الذي لا طائل من ورائه"..

وقيل: "هو الباطل من الكلام"..

إنه لا يسمعون فيه إلا طِيب القول والسلام..

يُفهم من ذلك إذا أن سماع اللغو والكذب والإثم يُعد من منغصات الدنيا وضيق عيشها والتي يُعفى منها أهل الجنة جعلنا الله منهم..

ولكم أعجب مِمَّن بإمكانه أن يتذوق بعض ذلك النعيم في الدنيا بالإعراض عن سماع اللغو كما أمره الله ومع ذلك يدمن تنغيص حياته ويزكم أنفه برائحة اللغو والكذب الخانقة..

{وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْو أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55]، وهذا توجيه قرآني جليل يتذوق من استجاب له بعضًا من نعيم {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا} [النبأ:35]..

فقط عليه أن يكون من عباد الرحمن الذين لا يشهدون الزور وإذا مرُّوا باللغو مرُّوا كرامًا..

إنهم أهل الفردوس المؤمنون الذين من أهم خصائصهم التي ذكرت في سورتهم {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون:3]

وتلك والله نعمةٌ وفضلٌ لا يشعر به إلا من تمكّن من الاستعلاء على آثام الدنيا ولغوها وكذبها والتفت إلى ما ينفعه وحرص عليه..

أما من أدمنوا مجالس اللغو وتحروا فاحش القول وساقط الكلام فما أبعدهم عن تلك اللذة وما أشد حرمانهم من هذه النعمة التي هُدي إليها أهل الجنة في الدنيا والآخرة.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
[198] سورة مريم (10)
المقال التالي
[200] سورة طه (1)