تدبر - [239] سورة المؤمنون (3)

منذ 2014-07-31

لقد ورد ذكر الفردوس فقط في موضعين من كتاب الله؛ والموضعان يقترنان بعلو الهِمَّة في طاعة الله والترقِّي في مقامات الدين الُمتنوِّعة، فيَرِد ذكر الفردوس في سورة الكهف التي تمتليء بالحركة والبذل لدين الله عز وجل والتضحية لأجله وفيها نماذج لعلو الهِمَّة المذهل تحت مختلف الضغوط في أي ظرف كان. بينما يأتي الموضع الثاني لذكر الفردوس بعد صفات المؤمنين في سورتهم التي سُمِّيت باسمهم وافُتتِحت بصفاتهم وأخلاقهم وعبادتهم المختلفة..

ولقد ورد ذكر الفردوس فقط في موضعين من كتاب الله..

والموضعان يقترنان بعلو الهِمَّة في طاعة الله والترقِّي في مقامات الدين الُمتنوِّعة..

فيَرِد ذكر الفردوس في سورة الكهف التي تمتليء بالحركة والبذل لدين الله عز وجل والتضحية لأجله وفيها نماذج لعلو الهِمَّة المذهل تحت مختلف الضغوط في أي ظرف كان..

وتجد أبطال قصص سورة الكهف يضرِبون أروع الأمثلة في التضحية والبذل والدعوة وطلب العلم ونُصرة المظلومين.. إلى آخر تلك الخصائص التي استحقت لأجلها تلك السورة بقصصها المبهرة وهِمَم أبطالها أن تشرف بذكر الفردوس..

بينما يأتي الموضع الثاني لذكر الفردوس بعد صفات المؤمنين في سورتهم التي سُمِّيت باسمهم وافُتتِحت بصفاتهم وأخلاقهم وعبادتهم المختلفة.. من خشوعٍ وعطاءٍ وإنفاقٍ وعِفَّة، وحفظ فرج، وإعراض عن اللغو، وأداء للأمانة، ووفاء بالعهود، وحِفاظ على الصلوات فاستحقوا بذلك التكامل بين الخلق والعبادة والعمل أن يكونوا الوارثين..

{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:10-11]..

والفردوس هو أعلى الجنة وأفضلها لذا يناسبه أصحاب تلك الهِمَم العالية والأعمال الفاضلة..

والنبي صلى الله عليه وسلم يوصينا حين نسأل الله الجنة أن نطلب فردوسها فالمسلم الحق لا يرضى بالأدنى -وليس في الجنة دنيء ولكن الأمر نسبي- لكن المسلم المُسدَّد يسعى في أمر الآخرة للأعلى والأكمل، ومن ثم يحرص على بلوغ ذلك الكمال بما يناسبه من عظيم الأعمال وعالي الآمال وإن امتطى لأجل ذلك الصعاب وارتقى في سبيله الجبال التي من لم يهوِ صعودها يعش أبد الدهر بين الحفر..

رزقنا الله وإِيَّاكم الفردوس الأعلى من الجنة.
 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
[238] سورة المؤمنون (2)
المقال التالي
[240] سورة المؤمنون (4)