تدبر - [289] سورة القصص (9)
ولقد أثبتت صفة هداية الغير للنبي صلى الله عليه وسلم في موضعٍ ونفيت عنه في موضعٍ آخر..
أثبتت في قول الله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى من الآية:52]..
ونفيت في سورة القصص {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} [القصص:56]..
ولا يوجد تعارض بين الأمرين ذلك لأن الهداية هدايتان..
هداية إرشاد وتوجيه ودلالة إلى الخير وصراط الله المستقيم، وتلك هي المثبتة للنبي وإخوانه الأنبياء عليهم السلام ثم من سار على نهجهم وتلك التي رفضها أهل الباطل دومًا وقالوا: {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا} [التغابن من الآية:6]..
وهناك هداية شرح الصدر للحق وقبول تلك الدلالات وتلك التي لا يملكها مخلوق ولا يطَّلع على وجود استحقاقها في نفس المدعو إلا الله الهادي سبحانه، وتلك التي ينبغي للعبد أن يفتقر ويتضرَّع لربه داعيًا أن يرزقه إِيَّاها..
- التصنيف: