تدبر - [326] سورة سبأ (6)

منذ 2014-08-05

{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُون}؛ دائمًا المترفون.. في كل مرة تكون البداية من هناك.. من تلك الأفواه المنعمة والعقول الكسولة والبطون الممتلئة.. {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا}، هم لم يتعودوا على العدالة ولم يألفوا فكرة المنع من أي شيء اشتهوه أو رغبوا فيه وهم دائمًا السادة في الدنيا بأموالهم ومكانتهم فكيف يتصورا أن هذا كله من الممكن أن يزول..

{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُون} [سبأ:34]..

دائمًا المترفون..

 

في كل مرة تكون البداية من هناك..

من تلك الأفواه المنعمة والعقول الكسولة والبطون الممتلئة..

{وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا} [سبأ من الآية:35]..

هم لم يتعودوا على العدالة ولم يألفوا فكرة المنع من أي شيء اشتهوه أو رغبوا فيه وهم دائمًا السادة في الدنيا بأموالهم ومكانتهم فكيف يتصورا أن هذا كله من الممكن أن يزول..

بالطبع مستحيل..

هكذا ظنوا فقالوا: {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِين} [سبأ من الآية:35]..

يستحيل في تصورهم بعد كل هذا النعيم أن يمسهم شيء من العذاب مهما فعلوا..

لذلك فهم دائمًا أول من يرفض..

وأول من يكذب ويجحد..

لذلك الدافع النفسي الخفي الذي لم يتعوّد ورود هذا الاحتمال ووجود مظنة العذاب في مقابل التقصير..

وهذه من أسوأ عوارض الترف..

الغفلة عن تلك البديهية الدينية..

{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} [سبأ من الآية:37]..

لكن العدل والإنصاف القرآني يفتح لهم وللجميع الباب ويبين المعيار الحقيقي للنجاة والذي ليس هو المال ولا البنون ولا القوة ولا المنصب والترف..

من هنا يأتي الاستثناء..

{إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُون} [سبأ من الآية:37]..

فاللهم اجعلنا منهم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
[325] سورة سبأ (5)
المقال التالي
[327] سورة سبأ (7)