تدبر - [345] سورة ص (6)

منذ 2014-08-08

لقد خص الله عباده إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام بخاصيتين متكاملتين لا ينبغي أن يحقر من شأن أحدهما والجمع بينهما أولى من إهمال شيء منهما.. إنه العمل والنظر. القوة والبصيرة.. {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ}...

ولقد خص الله عباده إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام بخاصيتين متكاملتين لا ينبغي أن يحقر من شأن أحدهما والجمع بينهما أولى من إهمال شيء منهما.. إنه العمل والنظر.

القوة والبصيرة..

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ} [ص:45]..

لم يقل فقط أنهما أصحاب قوة وبأس منصرفين إلى العمل من دون بصيرة ولا فهم أو نظر..

ولم يقل ضد ذلك أيضًا..

بل هو التوازن المعتاد في سائر مواضع هذا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..

التوازن بين العلم والعلم..

بين الفهم والقوة..

بين العقل والجوارح..

وبين التنظير والتطبيق..

فلا إسراف في جانب أو تقصير في الآخر..

أولي الأيدي والأبصار..

أصحاب القوة والفهم والحركة والعلم..

ربما لا يتوافر ذلك التوازن في واقع شخص أو فئة غير معصومة كما توفر في الأنبياء؛ لكن عليهم أن يبذلوا الوسع ليصلوا إليه أو على الأقل ينبغي أن يفهم عدم التحقير من شأن جانب منهما وينبغي أن يفقه احتياج الأمة للتكامل بين أصحابهما..

بين أولي الأيدي.. وأولي الأبصار.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
[344] سورة ص (5)
المقال التالي
[346] سورة ص (7) - (8)