فليكن كل منا على ثغر

منذ 2003-06-13
بسم الله نبدأ , وعلى هدي نبيه نسير ..

بدأ هذا الدين العظيم غريباً في وقت عم بلاء الشرك كافة الأرض كما جاء في الحديث.. « إن الله نظر إلى أهل الأرض عربهم وعجمهم فمقتهم إلا قلائل من أهل الكتاب »

وفي وسط هذه الظلمة الظلماء والناس بين عابد وثن وبين معتقد بتثليث أو تثنية وبين ضال ملحد , ظهر النور في ربوع مكة مؤذنا ببزوغ فجر جديد , بمثابة نقطة التحول الجذرية في تاريخ الإنسانية - " فعلى كل مسلم أن يعي ذلك جيداً بأن الإسلام كان نقطة تحول للإنسانية نقلها من جهل وتخلف إلى سمو وحضارة خلقية وعملية لولاها ما تمتع الغرب بما يتمتع به الآن ولولا أن المسلمين فرطوا في دينهم لكانوا أصحاب الصدارة الآن وما تخلفهم الحالي إلا عقاب رباني على عدم تطبيقهم لدينهم وإطاعة أمر ربهم " - وكان من الطبيعي أن يحدث الصدام الحتمي بين قوى الباطل المتمثلة في صور الكفر في داخل الجزيرة وخارجها وبين هذا النور الجديد الذي جاء من عند الله ليفرض على الناس الطهر والتحضر والسمو بدلاً من الجهل والجهالة في العمل والخلق..

وإزاء هذا الصدام الشرس من قوى الشر التي تمثلت داخل مكة في شخصيات مشركي قريش , أما خارجها فتمثلت في قوى الكفر العظمى في هذا الوقت الفرس والروم , كان لزاماً على هذه الشرذمة المؤمنة القليلة أن تجابه قوى الشر , وأن تنشر ما معها من نور في وجه ما عند أعدائها من ظلمة مؤيدين في ذلك بنصر الله وتأييده , ثم بما يمن به على رسوله من حكمة وتوجيه للثلة المؤمنة , التي واجهت أعتى الإيذاءات وأشرس الابتلاءات بصدور عارية , واثقة بنصر ربها , حتى هان بلال على قومه وهانت عليه نفسه في الله وهو ثابت راسخ لا يقول إلا أحد أحد , وثبتت معه الثلة المؤمنة وعلى رأسهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ,
والمتأمل لموقف الرسول وصحبه الكرام , يعلم جلياً بأن موقفهم كان فيه تحمل للمسئولية العظيمة الجسيمة التي وضعت على عواتقهم , من إقامة دولة الإسلام وإيصال هذه الأمانة العظيمة لمن بعدهم من الأجيال , فكانت الابتلاءات التي تقابلهم لا تقف أمامهم وإنما هي كالزبد الهش , كان إيمانهم ثابت كشم الجبال لا يتزعزع , مما يذكرنا بقول الله تعالى { فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض }

وليعلم كل مسلم على وجه الأرض الآن أن نفس الأمانة ملقاة على عاتقه , في زمن غربة الإسلام , وإلصاق التهم به وبأهله , واغتصاب حرم الإسلام وأهله , مما جعل المسئولية عظيمة في الرجوع بالأمة إلى مجدها , وفي إهداء الأمانة إلى أهلها , وما أهلها إلا أجيالنا القادمة , التي لو فرطنا في ديننا وعمنا الوهن ما وصل إليهم هذا الدين , أو على أحسن الظروف لو لم نتمسك ونقف لديننا ولربنا موقف المجاهد الصلب , لولا ذلك لوصل على أحسن الظروف الدين إلى أجيالنا القادمة مشوها مبتوراً خاصة من معاني العقيدة , والولاء والبراء , والجهاد .

ففي حالة عدم ثباتنا الآن إما أن يشوه الدين وإما أن ننتج أجيالاً بعيدة كل البعد عن دينها فضلاً عن أن تكون من غير أهله عياذاً بالله .

لذا فليعلم كل مسلم أنه اليوم على ثغر من ثغور الإسلام , ولا وقت لنضيعه ولا وقت لضعفنا وخمولنا , فليثب كل منا وليأخذ كتابه بقوة كما قال تعالى { خذوا ما آتيناكم بقوة } ليسع كل منا جاهداً على تطبيق الشرع على نفسه أولاً ولن يكون هذا بغير علم صحيح , وليسع إلى تطبيق الشرع على نفسه وأهله وتعليمهم إياه ,فعلم بلا تطبيق نفاق , والإعراض عن العلم والعمل كفر إعراض , لذا لنتعلم ونعمل , بلا كسل ولا ملل, ولنثن ركبنا عند العلماء , ولنكن أولياء أتقياء , رهبان الليل فرسان النهار,  ليكن كل منا أنموذج فريد في العلم والعمل , وكذا الاجتهاد في تحصيل أسباب الحياة المادية , بل والتفوق في ذلك لندل الناس على أن ديننا ليس دين تخلف ,  وأن ما حدث من انهيار إنما كان لتكاسل المسلمين والعيب فيهم وليس في دينهم , ليصلح كل منا قلبه , وليصلح أيضا بدنه حتى إذا أذن مؤذن الجهاد كنا مستعدين نشطين بأبدان سليمة وقلوب نقية خالية من الوهن والتخمة, وليعمل كل منا على نشر الدين وإهدائه لكل من حوله , عن طريق الكتيب والشريط والزيارة في الله , والدعوة بالسلوك القويم والعمل والمظهر الصالح , والدلالة على الخير , حتى تكتمل الدوائر ويعم الخير .

ليكن كل منا صاحب قضية , وما قضيتنا جميعاً وهمنا المفترض إلا هذا الدين { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }
ليكن كل منا لواء للسنة مرفوع , وسراج منير يقتضي به كل زائغ أو أعمى غير بصير.
لننفض عنا غبار الجهل وغبار التعصب وليكن ديدننا قول ابن القيم رحمه الله

وتعر من ثوبين من يلبســــــــهما

 

يلق الردى بمذلة وهـــــــــــــوان

ثوب من الجهل المركب فوقـــــه

 

ثوب التعصب بئست الثوبـــــــان


هيا لننهض ..... هيا لنعمل .....
فيلشمر كل منا ساعده وليمد يده لإخوانه فلن ينجح بدونهم .....

اللهم انصر الأمة وارفع الغمة وحكم شرعك في الأرض ......
اللهم انصر المجاهدين في كل بقعة من بقاع الأرض ...... اللهم انصرهم في فلسطين والشيشان...... وفي أفغانستان والعراق..... وكل بلد وأرض يحارب فيها الإسلام....
اللهم هيئ للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر
إنك رب ذلك والقادر عليه


سأثأر لكن لرب وديـــــــــــــــــن

وأمضى إلى سنتي في يقــــيـــــن

فإما إلى النصر فوق الأنـــــــــام

وإما إلى الله في الخالديــــــــــــن


محمد
أبو الهيثم
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.