داعش والحرب العالمية الأولى!
لقد قامت حروب كثيرة في بقاع وقارَّات، ولكنها أخذت في السنوات الأخيرة صُوَرَ تحالفات دولية؛ تُحقِّق الصفة العَالمية لها، كما أنها كانت حربًا صليبية تختفي وراء حرب الإرهاب! وإن أخطاء بعض المسلمين، وبعض الجهاديين منهم خاصة، تجلب على الأمة الويلات، وتثير عليها حربًا لا طاقة لهم بها ولا استعداد لها، لا شك أنه ينبغي رفض أخطاء المسلمين دينًا لله وحسبة، ولو لم يكن هناك غَرْبٌ أو حَرْبٌ. ولكن لو لم يكن هناك أخطاء من مسلمين؛ فهل يعني هذا أن الحرب الصليبية تنتهي؟ وهل يعني أن يحل السلام العالمي في العالم، وفي بلاد المسلمين خاصة؟!
بسم الله القائل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحديد:25]، والقائل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة:33]، وبعدُ:
فإن كثيرًا من الناس يحتفظون بالصورة النمطية القديمة للحرب العالمية الأولى أو الثانية، ولذلك لا يرون قيامها اليوم ثالثةً، وهي الآن أشد مما كانت عليه من قبل وأوضح.
لقد قامت حروب كثيرة في بقاع وقارَّات، ولكنها أخذت في السنوات الأخيرة صُوَرَ تحالفات دولية؛ تُحقِّق الصفة العَالمية لها، كما أنها كانت حربًا صليبية تختفي وراء حرب الإرهاب! في أفغانستان ثم الخليج، باسم محاربة الدكتاتورية والأنظمة الشمولية مرة، وباسم حرب الإرهاب والتطرف الديني مرة، وإحلال الديمقراطية مكانها!
ومِمَّا لا يمكن إخفاءه أو إنكاره؛ الوجهة السياسية والاقتصادية لهذه الحرب، والتي يخوضها التحالف بقيادة أمريكا والروم الجديدة، ولكن روح هذه الحرب عقدية دينية، بل إن حتى الإضعاف الاقتصادي أو الاستعمار الاقتصادي هو إضعاف لأهل الإسلام، فلا يجدون من القوة ما يقيمون به دينهم، أو يحمونه من الغزاة.
إن الغرب إذ يُصَدِّر أفكاره ومذاهبه إلينا، لا يُهدي إلينا هدية، ولا يريد لنا هِداية. إنه لا يُكِنُّ للعالم الإسلامي أيَّة محبة ولا تقدير، وإن تظاهر بذلك أو تغنَّى به، وقد صار جزءًا من تركيبه النفسي والفكري عداؤه للإسلام والمسلمين، ولذا فهو لا يرى المسلمين إلا عبيدًا، ولا يرى ثرواتهم إلا غنيمة له، بل يتجرأ بعضهم على تخطئة الله سبحانه وتعالى في وضع هذه الثروات في يد العالم الإسلامي، كما صرح به أكثر من مسؤول أمريكي، منهم سفير سابق لهم في العربية السعودية، في حرب الخليج (1990م) قائلا: "إننا ذهبنا لتصحيح خطأ الرب؛ حيث جعل الثروة هنا، بينما العالم المتحضر في مكان آخر"([1])! ولذلك يبذلون ما يستطيعون لنهبه، وبكل الوسائل والطرائق الاستعمارية والتغريبية والتخريبية، من حروب صليبية حاقدة، وغزو فكري إباحي، بما في ذلك حتى التقتيل المعلَن والمخفي، وما جملة أو سلسلة المذاهب الفكرية المعاصرة التي استدمرت العالم الإسلامي، ونحَّت شريعته وأفسدت أخلاقه، وألبسته أَلْبِسَةَ الجوع والخوف والذل والهوان.. فما هذه الأفكار والمذاهب إلا غزوات مُعَبِّرة عن (حب) الغرب للعالم الإسلامي و(عدالته) معه!
ولسان حال الغرب ما أقرَّ به أحدُ كُتابهم بقوله: "لعل القارئ يتساءل: لماذا ينكر العلماءُ (الغربيون) في هذه الظروف تأثير العرب (المسلمين)، وقد كان أولى بهم أن ينزَّهوا عن اعتبارات التفرقة الدينية؟ الحق أن استقلال آرائنا وتجردها ظاهريٌّ أكثر من أن يكون واقعيًا، وأننا لا نكون البتة أحرارًا في تفكيرنا-كما ينبغي- حيال بعض الموضوعات، فلقد تجمعت العقد الموروثة، عُقد التعصب التي ندين بها ضد الإسلام ورجاله، وتراكمت خلال قرون سحيقة حتى أصبحت ضمن تركيبنا العضوي"([2]).. فتلاحظ أن "هذا النص يوضح بصورة غير مباشرة؛ ولكنها صريحة، موقف الحضارة الأوروبية في وجه العالم الإسلامي منذ بداية التاريخ الاستعماري، وهو يتفق مع موقف العالم الإسلامي من (أشياء) أوروبا (وأفكارها)، حين ينظر إليها باحتقار شديد، مؤكِّدًا أنه المستقَر الوحيد لفضل الله ومواهبه. فمن هذه الحقائق يسهل علينا أن نتخيل ضروب التناقض الداخلي التي جلبها الغرب إلى العالم الإسلامي القديم"([3]). وحين يقولون "العرب" فإنهم يقصدون المسلمين، ربطًا منهم بين الإسلام والعرب الذي نزل فيهم وبلغتهم، وفيه حصر الإسلام بالجنس العربي وكأنه دينُ قومٍ معَيَّنين لا يلزَم غيرهم! ومع أنه نزل فيهم وبلغتهم، فليس لهم وحدهم، بل هو دين العالمين، وقد تكون هذه التسمية أيضًا من باب المكر والحرب ضد الإسلام.
واليوم تُقام الحرب من جديد، وهي حرب عالمية ولا شكّ فيها ولا شبهة حولها، ولا غموض يكتنفها، وهي ضد الإسلام والمسلمين، بل ضد أهل السنة بالذات؛ بَرِّهِم وفاجرهم، تَقِيِّهِم وفاسقهم، صغيرهم وكبيرهم، وإنما هم يعملون على تعمية الراية الصليبية على بعض العُمُش، في تحالف مع العملاء والمستفيدين، وعلى رأسهم إيران الصفوية الوثنية، والتي عملوا على رفضها من هذا التحالف الأخير ضد داعش- ظاهرًا-، حتى لا تنكشف بأن الحرب صليبية سنية، بينما إيران تخوض الحرب في الواقع برجالها وحرسها وسلاحها في العراق وسوريّا.
نعم؛ فإن أخطاء بعض المسلمين، وبعض الجهاديين منهم خاصة، تجلب على الأمة الويلات، وتثير عليها حربًا لا طاقة لهم بها ولا استعداد لها، فيكون الأعداء هم الذي يحددون زمانها ومكانها، ويأخذون المبادرة فيها، ويستفزِّون المسلمين إليها قبل أن يستعدوا لها.
ولا شك أنه ينبغي رفض أخطاء المسلمين دينًا لله وحسبة، ولو لم يكن هناك غَرْبٌ أو حَرْبٌ. ولكن لو لم يكن هناك أخطاء من مسلمين؛ فهل يعني هذا أن الحرب الصليبية تنتهي؟ وهل يعني أن يحل السلام العالمي في العالم، وفي بلاد المسلمين خاصة؟! ربما كان تفادي بعض الأخطاء مُؤَجِّلًا للصدام الدامي إلى حين، موفِّرًا فرصة لمزيد الإعداد والاستعداد، وهي لا شك جديرة بالحُسبان، لكنها لا تُلغي الحرب من أساسها: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة:120]، فلو رَضُوا عنَّا فعلى إسلامنا السلام!
ثم إن أضل فرقة من فرق المسلمين، ما دامت هذه الفِرَق في دائرة الملة والإسلام، ومع رفضنا لضلالها جملة وتفصيلا، فإنّنا لا نحاربهم باليهود والنصارى. وإذا كان تقتيل الأبرياء إرهابًا فلم تقتل القاعدة ولا داعش منذ وُجِدتا ما قتلت اليهود في غزة وما قتل بشار في سوريا وما قتل السيسي في مصر، ولا حرب عليهم ولا على إرهابهم، بل العكس!
وإنما داعش كالقاعدة؛ شمَّاعة تضليلية يقتنصونها فُرَصًا للحرب على الإسلام والمسلمين، وعلى الأبواب إخوان مصر، أيضا حماس غزة؛ باختلاق دواعش فيها، ولا أظن إلا أنها ستأخذ محلها من الإعراب في هذه الحرب، ونسأل الله تعالى أن تبقى ممنوعة من الصرف! في غزة، وفي ليبيا وغيرها. وربما اختلقوا بدل داعش داحش، يختصرون بها الحرب على (الدولة الإسلامية في الحجاز والشام) مثلا، ويغزون بها الحرمين، حربًا لداحش! ثم لداجل: الدولة الإسلامية في الجزائر وليبيا، أو دامج؛ في المغرب والجزائر؛ ليُلحقوها بالربيع الاصطناعي.. وكلها دجل وكذب، ودمج للأمور حتى تختلط؛ لأن اختلاق الفوضى أقلّ المُنى، بل إنها لم تجد من المسلمين من يُخطيء؛ فتعلِّق عليه حربَها، فإنها تصنع ذلك صناعة، وباختراق جماعات من المسلمين؛ تُخطئ باسمهم، وتُلصِق بهم، وفي المسلمين حمقى ومُغفَّلين وسمَّاعين لهم! أقول ما أُراه في الأفق، وأسأل الله تعالى ألَّا يتحقق ما أرى!
فلن تهدأ الحرب إلا عن ضعف من الغرب، لا رغبة في السلم أو حُبًّا للعرب، وإن الذي يعتقد بهذا فإنه يخالف الإسلام وإجماع المسلمين، فالله تعالى يقول: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:217]، قال: { يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ}، ولم يقل عن إرهابكم أو اقتصادكم، فالخبر اليقين من رب العالمين أنها الحرب على الدين.
ومعنى هذه الآية كثير: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[البقرة:109]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100]، فردُّ المسلمين عن دينهم مقصد أساسي من وراء حركة اليهود والنصارى، وحربهم مستعرة ومستمرة وعالمية ضد المسلمين بلادًا وعبادًا، وإنما يختارون لها في كل زمان ومكان ما يرونه مناسبًا.
فالحرب على داعش ستدخل كل بلاد المسلمين، بل كل قريبة وبيت – إن استطاعوا-، بل كل المؤسسات والمناهج، إنها الحرب العالمية الأولى، التي تقوم بها العوالم كلها؛ الغربي والشرقي والعربي، فالغربي ممثلًا في أمريكا وحلفائها، والشرقي ممثلا في روسيا وإيران والصين، والعربي في أنظمتها الوفية، بمالها ورجالها، بعضهم بالوكالة وبعضهم بالمباشرة، وبعضهم من وراء الستار، وهي العالمية الأولى التي يقيمها كل العالم ويتحد فيها ضد المسلمين، وأهل السنة بالذات، بينما الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، كانت بين القوى الأوروبية؛ فقد جمعت بين قوات الحلفاء، وهم: بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وروسيا، وانضمّ إليهم إيطاليا وأمريكا واليابان، ضد دول المركز، وهم: ألمانيا والنمسا والمجر ، وانضمَّ إليهم الدولة العثمانية وبلغاريا.
وأما الحرب العالمية الثانية (1937- 1945م)، شاركت فيه الغالبية العظمى من دول العالم، في حليفين رئيسيين هما: قوات الحلفاء ودول المحور. ويوجد في القائمة 117 دولة. 59 شاركت بشكل مباشر، والبقية شاركت بشكل غير مباشر، إما من خلال إرسال جنود للقتال في صفوف أحد الطرفين دون إعلان الحرب على الطرف الآخر (مثل إسبانيا)، أو أن تستغل أراضيها لصالح أحد الأطراف (مثل الدول العربية)، أو بعدة طرق أخرى.
والحربان كما ترى ليس فيهما واحدة عالمية ضد الإسلام والمسلمين، أو بين فسطاطي كفر وإسلام، أما هذه الحرب التي اشتركت فيها الدولة العالمية بقيادة أمريكا، والتي لا تُعتبَر بقية الدول إلا كالولايات والمحافظات التابعة لها، فكلها اشتركت في حرب الإسلام، ولأول مرة بهذا التوحد. حتى لكأنما قامت في العالَم الخلافةُ العُظمى، لكنها ليست الخلافة الإسلامية وإنما الخلافة الأمريكية.
فهذه الحرب هي الحرب العالمية الأولى من هذا الوجه وبهذا السياق، وفي هذا الاتجاه، أو قل: هي بداية الحرب النهائية الكبرى، باعتبار القراءة لأحاديث الملاحم واجتماع جيوش الروم فيها، وأنها بالشام ونحو ذلك، والإرهاصات الكثيرة.
ونختم بأن نقول: رغم ما تحمله هذه الحرب، إلا أننا لا نيأس ولا نحزن، فلن يكون إلا ما أراد الله سبحانه وقضى وقدَّر، ونقرأ فيها البشريات أكثر مما كان، فالأمر كما قال تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [النمل:70]، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30]، {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا، وَأَكِيدُ كَيْدًا، فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق:15-17]. وإن أخافنا شيءٌ؛ فإنما يخيفنا ما ينقص المسلمين من صبر على دينهم وفي طريقهم، وتقوى في التزامهم به الْتزامًا حقيقيًّا، كما قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:120]، {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ، وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ، لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ} [آل عمران: 125-127]. ومن أعظم الدروس أنهم يُعطون المسلمين دروسًا عملية في استبانة سبيلِ مُجرميهم، وليست بالورقة والقلم والمداد، وإنما بالأرض والرصاص والدماء. فاللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية.
والله أعلم وأحكم وأرحم.
---------------------
[1]- انظر: سفر الحوالي، وعد كسنجر، في (www.alhawali.com).
[2]- انظر: مالك بن نبي(-1396هـ/ 1974م)، وجهة العالم الإسلامي، ترجمة عبد الصبور شاهين، دمشق، دار الفكر، ط1 1406هـ/ 1986م، 43. والكاتب المراد هو الدكتور (غوستاف لوبون) في خاتمة دراسته عن (الحضارة العربية)، فاختتمها بهذا التأمل الحزين والمؤسِف والمعبِّر في ذات الوقت.
[3]- انظر: المصدر نفسه، 43.
تاريخ النشر: 27 ذو القعدة 1435 (22/9/2014)
أبو محمد بن عبد الله
باحث وكاتب شرعي ماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي/ بيروت يحضر الدكتوراه بها كذلك. أستاذ مدرس، ويتابع قضايا الأمة، ويعمل على تنوير المسيرة وتصحيح المفاهيم، على منهج وسطي غير متطرف ولا متميع.
- التصنيف:
- المصدر: