احذَرْ هذا المَسلك.. فبئس الوِرد المَورود!
كثيرون هم الذين لا يُحسنون التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وأقوال سلف هذه الأمة؛ في أبواب الفتن والملاحم! فتجدهم قد بلغوا من التكلُّف غايتَه، ومن التعسُّف مُنتهاه؛ في إسقاط جملةٍ هائلةٍ من نصوص تلك الأبواب، على واقعٍ بعينه، ونوازل حادثة، بل وأشخاص بذواتهم وأعيانهم..
كثيرون هم الذين لا يُحسنون التعامل مع نصوص الكتاب والسنة، وأقوال سلف هذه الأمة؛ في أبواب الفتن والملاحم! فتجدهم قد بلغوا من التكلُّف غايتَه، ومن التعسُّف مُنتهاه؛ في إسقاط جملةٍ هائلةٍ من نصوص تلك الأبواب، على واقعٍ بعينه، ونوازل حادثة، بل وأشخاص بذواتهم وأعيانهم..
وهذه الظاهرة ليست مجرد تأويلاتٍ عابرة، ولا اجتهاداتٍ سائغة، بل هي من أخطر ما يكون، لأنها تجرُّ إلى مفسدتين عظيمتين!
الأولى: أن أصحابها يبنون عليها مستقبلًا؛ ما لا يكون إلا من علم الله.
ويجزمون بتحديد أقضيةٍ وأقدار؛ وكأن عندهم أم الكتاب! فيَرجمُون بالغيب، ويتكهنون بما ليس لهم به علم. فيحصدون الهلاك والخسار، والضلال والإضلال، لأنهم إما أن يستبشروا بالغيب القادم.. وساعتها يُعجبون ويتواكلون، وإمَّا أن يتشاءموا به؛ وساعتها يَقعدون ويُثبطون.
الثانية: تضييعُ الحق وتلبيسُه بما ليس منه، حيث إن كلَّ حزبٍ وجماعة، أوطائفةٍ وفرقة؛ تسارع إلى توظيف النصّ في خدمة حدثٍ معين؛ يخدم طريقتها ومذهبَها، حسب ما تَهوى ويَحلو لها! فتقع الفتنةُ في الناس، ويلتبس الحقُّ عليهم بالباطل، مما يَحدو بهم إلى الحَيرة والتخبط، والشِّقاق والتفرُّق..
فليتق اللهَ ربَّه؛ امرءٌ مُتكلِّفٌ، صاحبُ هوًى لا حُجة، يَلوي نصوصَ الوَحي المُنزَّل؛ للجهل والهَوى المُتأوَّل.
وليَعلمَ أن مَن تأوَّل مثل ذلك وكان من أهل الاجتهاد والتأويل؛ فمحمولٌ على الاستئناس والعمل؛ لا دافعًا إلى التثبيط والكسل، ومبنيٌّ على طلب الحق والهُدى؛ لا تنجيمًا بغيبٍ أو رُؤى!
ولِتعلمَ صِدقي وإحقاقي؛ وأنه ليس من كِيسي وادعائي؛ أرسلْ طرْفك، وأعمِل فِكرك، في كل مَن كان قبلَك وسبَقك، كيف أنه تجهَّم مثلك وادَّعى، وتكلَّف التأويل بالهوى، وأنزل مثل نَصِّك في حدَثهِ وانتهى، فلم يجْنِ إلا الضلالَ لا الهُدى..
فلا التأويلَ وقع، ولا المسكين انتفع! وهاكم هذا الأثر؛ في تأويلٍ لم يقع: "عن ليثٍ عن طاوس قال: ليُقتلنَّ القُرَّاء قتلًا، حتى تبلغَ قتلاهم اليمنَ، فقال له رجل: أوليس قد فعل ذلك الحجاجُ؟! قال: ما كانت تلك بعدُ" (أخرجه ابن أبي شيبة رحمه الله، بإسناده في مُصنَّفه).
كان اللهُ لي ولكم، ونصرنا والمجاهدين في كل مكان، إنَّه مُجيب الدعاء!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: