{وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ}
سبحت بخيالي في عالم الفيزياء النظرية، وتذكرت ميكانيكا الكم ونظرية العوالم المتعددة كتفسير موجود لحالات التراكب الكمي وانهيار الموجة الاحتمالية -مثلا في هرة شرودنجر-، ثم تذكرت البرانات والأكوان المتوازية في نظرية: (M) -النسخة الجامعة لنظريات الأوتار الفائقة الخمس- وكيف يمكن أن تكون الجاذبية شديدة الضعف بالمقارنة مع القوى الأخرى؛ لقدرة (الجرافيتون) على الهروب من كون لآخر مجاور، لأن وتره مغلق على نفسه!
يومًا كنت أحدث شقيقتي الكبرى عن الجسيم الأولي (النيترينو)، وكيف أن هذا الجسيم يخترق الكرة الأرضية اختراقًا كما تخترق الرصاصة السحابة! باحتمال لامتصاصه غاية في الضآلة! فقالت لي كلمة أتذكرها حتى الآن بالرغم من مرور سنوات طوال على هذا الحديث! قالت لي: "سبحان الله، إن الله لم يترك شيئًا إلا وخلقه"!
فهزتني هذه العبارة حينها وتنبهت لعظمة الخالق سبحانه وتعالى، ثم ما لبثت أن انشغلت بخطوب الحياة، إلا أنني تذكرت ذلك الحديث منذ يومين، وقفز في ذهني معها في الآن ذاته نعتُه تعالى نفسَه بـ{الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [يس من الآية:81]، بصيغة المبالغة من (خلق) فقلت سبحان الله، إن عبارة أختي لم تكن لتهز نفسي وتؤثر فيها هذا الأثر العميق الطويل إلا لو كانت حقيقة ناصعة حدث بينها وبين فطرتي (رنينًا، وتناغمًا)!
ثم سبحت بخيالي في عالم الفيزياء النظرية، وتذكرت ميكانيكا الكم ونظرية العوالم المتعددة كتفسير موجود لحالات التراكب الكمي وانهيار الموجة الاحتمالية -مثلا في هرة شرودنجر-، ثم تذكرت البرانات والأكوان المتوازية في نظرية: (M) -النسخة الجامعة لنظريات الأوتار الفائقة الخمس- وكيف يمكن أن تكون الجاذبية شديدة الضعف بالمقارنة مع القوى الأخرى؛ لقدرة (الجرافيتون) على الهروب من كون لآخر مجاور، لأن وتره مغلق على نفسه!
وكيف يُحتمَلُ أن تكون الطاقة المظلمة أو المادة المظلمة هي طاقة لمجالات جاذبية، لمجرات في كون مواز! وأن هذه المادة أو الطاقة يمكن أن يكون لها تأثير جذبوي يؤثر في حركة الأجرام والمجرات حسب النسبية العامة، ثم تأملت في قسمه تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} [الحاقة:38-39]، وكأنه مقدرٌ لنا نحن البشر أن تظل أشياءٌ بعيدة عن بصرنا من حيث المبدأ إلى الأبد مهما تقدمنا..
ثم تأملت في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:1]، وكيف أنه من الوارد نقلاً وعقلاً أن يُقصد به عالمون كثيرة، ربما يوجد بينها أشياءٌ لا يظل عاجزًا عنها بصرُنا فقط، بل علمُنا أيضًا من حيث المبدأ إلى الأبد، متذكرًا قوله تعالى: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [النحل من الآية:3]، لأن الآية ستظل صحيحةً إلى يوم القيامة..
ثم أفقت من رحلتي في سحب التأمل والخيال على مقولة أختي مرةً أخرى: "سبحان الله، إن الله لم يترك شيئا إلا وخلقه"! وقلت في نفسي سبحانك ربي ومولاي وإلهي أنت الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ..
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: