درر و فوائد - (32) بئس مطية الرجل

منذ 2014-10-10

لا ينبغي أن تتكلم إلا حينما تعلم أنه لا يسعك أن تقابل ربك بمعصية الصمت، ولا ينبغي أن تصمت إلا حينما تعلم أنه لا يسعك أن تقابل ربك بمعصية الكلام.

(321) يسألونك عن الدليل.. ولكن يحسبون أن تقديم قول الله وقول رسوله تعني أن يفهم النص بعقله السقيم، ويضرب بفهم العلماء عرض الحائط، فأنّى له إصابة الحق؟!

(223) كم من كلمة يصيب بها لساننا قلوبًا في مقتل! من أين اغترفها؟! نعوذ بالله من الخذلان.
(323) ما تقولون في إنسان يحسبونه على خير ويهابونه، ويحسب نفسه على خير فتعجبه، فمتى يُنصح المسكين؟!

(324) ليس العجب أنهم قليلاً ما يهجعون، يواصلون الليل والنهار للعلوم هم طالبون! إنما العجب من استمرار اتقاد أذهانهم وحضور بديهتهم، واتزان عقولهم وعلو همتهم مع قلة نومهم!

(325) يا ابن أخي كن مع العلماء للعلم طالبًا، ولا تكن للعورات متتبعًا، وإياك والخوض فيهم بما لا يعنيك، لعل الله بسلامة القلب يغنيك.

(326) ألا تحب أن تغبر قدميك في تلك الأراضي التي لامستها أقدامهم؟! وتتنفس الهواء الذي خرج من صدورهم؟! اقرأ إذًا في سِيَرهم، فإذا أغلقتَ الكتاب شعرتَ بالغربة والحنين! وثارت عيناك بالبكاء وقلبك بالأنين!

(327) من الجيد أن يسعى الإنسان لتحقيق مآربه بكل السبل، الأجود أن يكون هذا المأرب فيما يرضي الله، الله ارزقنا العزيمة في الرشد.

(328) عجبتُ! العين غاضت من بكاء الخشية، وتجري الدموع على النفس ولو أسىً من أذى المخلوق! والقلب يغفل عن رجفة الشوق! وينتفض في الدنيا للحزن والحبور! رب ارزقنا قلبًا يخشع لذكرك، وعينا تبكي من خشيتك.

(329) لخلقٍ حسنٍ أدوم عليه خير من خلقٍ أحسن أؤديه أيامًا بغير قلب سليم، فأندم على غزلٍ نقضته بذات اليدين، تذكر: أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

(330) لا ينبغي أن تتكلم إلا حينما تعلم أنه لا يسعك أن تقابل ربك بمعصية الصمت، ولا ينبغي أن تصمت إلا حينما تعلم أنه لا يسعك أن تقابل ربك بمعصية الكلام.

وتذكر: بئس مطية الرجل زعموا! 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
(31) الوسطية
المقال التالي
(33) الحق أبلج