العدل أول طريق الإصلاح

منذ 2014-10-12

من الإشارات الإلهية الواضحة التي ترشد أهل البصائر وقت المحن وتشير إليهم على المخرج، وتدلهم على الطريق هذه الآية العظيمة التي لو نظر العبد سواء كان حاكماً أو محكومًا لموضعه منها لأدرك الحقيقة واضحة، وعلم أين هو وعلى أي أرض يقف، وعلم أين الطريق بداهة، والسعيد من هداه الله سبله وأنار له دربه... الإشارة الربانية للخروج من التيه: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

عندما تتوه العبارات وتختلط المفاهيم ويسود الظلم وينمو التعصب، وتظلم الدنيا وتتشابك الأحداث، حينها من يفقد التوجيه الإلهي والنور المبين فقد الرشاد، وأسلم نفسه وعقله لأرباب التيه.

ومن الإشارات الإلهية الواضحة التي ترشد أهل البصائر وقت المحن وتشير إليهم على المخرج، وتدلهم على الطريق هذه الآية العظيمة التي لو نظر العبد سواء كان حاكماً أو محكومًا لموضعه منها لأدرك الحقيقة واضحة، وعلم أين هو وعلى أي أرض يقف، وعلم أين الطريق بداهة، والسعيد من هداه الله سبله وأنار له دربه.

وإليك الإشارة الربانية للخروج من التيه: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].

قال السعدي: "فالعدل الذي أمر الله به، يشمل العدل في حقِّه، وفي حق عباده، فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفرة؛ بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقِّه وحقِّ عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كلُّ والٍ ما عليه تحت ولايته، سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى، وولاية القضاء ونواب الخليفة، ونواب القاضي..

والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه، ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقًّا، ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم، فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحب" (تفسير الكريم الرحمن: ص:447). 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.