بين عامٍ مَضى، وآخر يأتي!
يا أيُّها المسكينُ الضعيف: المَوتُ بين يديك يَدنُو.. والقبرُ يُنادي إليَّ فامْضُوا.. وإبليسُ خلْفَك يَعْدُو ويَهجُو.. أضلَلْتُك دُنيا فأين المَفرُّ؟! فكَفاكَ إعراضٌ هيَّا واقترِب، لَمْلِم رداءَ الذَّنبِ يَكفِي واحْتَجِب!
بين عامٍ مَضى.. وآخر يأتي!
عاشَ مَن عاش.. وماتَ مَن مات..
صَحَّ أُناسٌ.. ومرِض أناس!
اغتَنى فقيرٌ.. وافتقَر غنيّ..
عُوفي مُبتلَى.. وابتُلي سَوِيّ!
ذُلَّ عزيزٌ.. وقُهِرَ قَويّ..
تابَ مُذنبٌ.. وانتكسَ تَقِيّ!
ندِمَ مُفرِّطٌ.. وأنابَ غَوِيّ..
شَبَّ صَبيٌّ.. وشابَ فَتِيّ!
نَجا مَن نَجا.. وهلَك مَن هلَك..
ضاعَ مَن أضاع.. وملَك مَن ملَك!
بين عامٍ مَضى.. وآخر يأتي؛ أحداثٌ وأحداثٌ وأحداث!
وبين طرفة عينٍ وانتباهتِها.. يُغيِّرُ اللهُ من حالٍ إلى حال!
وليسَ العَجبُ ممَّن هلَك؛ كيف هلَك! إنَّما العَجبُ ممَّن نجَا؛ كيف نَجا!
فيا أيُّها المسكينُ الضعيف:
المَوتُ بين يديك يَدنُو.. والقبرُ يُنادي إليَّ فامْضُوا..
وإبليسُ خلْفَك يَعْدُو ويَهجُو.. أضلَلْتُك دُنيا فأين المَفرُّ؟!
فكَفاكَ إعراضٌ هيَّا واقترِب، لَمْلِم رداءَ الذَّنبِ يَكفِي واحْتَجِب!
أقْبِل ولا تَخَفْ هيَّا انتَفِض، وابْكِ الأسحَار واسْجُد واقتَرِب!
فالرَّبُّ الكريمُ دَنَى ونزَل.. نادَى الجليلُ قُم لا وَجَل..
أغفِرُ ما كان الذَنبُ والزَّلَل.. فادُنُ مِنِّي لا يأسَ ولا مَلل..
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله