احذر من الفتور

منذ 2014-10-28

كم ضيّع الفتورُ من أمجادٍ فتر أصحابُها عن بلوغها وهُم لها أهل..

كم ضيّع الفتورُ من أمجادٍ فتر أصحابُها عن بلوغها وهُم لها أهل..

كم أخّر الفتورُ من رجالٍ كانوا جديرين بالصدارة في حياتهم..

كم ضيّع الفتورُ من مشاريعٍ دعوية كان من الممكن أن تضيء العالم..

كم ضيّع الفتورُ من دعاةٍ كان يمكن أن تصلَ دعوتُهم إلى الآفاق..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِن لكل عمل شِرَّة (1)، ولكل شِرَّة فَتْرَة (2) فمن كانت شِرَّتُهُ إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» (3).

لذا عليك أن تعرف بعض مظاهر هذا الداء الوبيل قبل نزوله بساحتك؛ يقول الدكتور ناصر العمر حفظه الله:

ومن مظاهر ذلك:

- "تضييع الوقت وعدم الإفادة منه، وتزجيته بما لا يعود بالنفع، وتقديم غير المهم على المهم، والشعور بالفراغ الروحي والوقتي وعدم البركة في الأوقات، وعدم إنجاز شيء من العمل مع طول الزمن.

- عدم الاستعداد للالتزام بشيء، والتهرب من كل عمل جدي.

- الفوضوية في العمل: فلا هدف محدد، ولا عمل متقن، الأعمال ارتجالية، التنقل بين الأعمال بغير داع.

- خداع النفس؛ بالانشغال مع الفراغ، وبالعمل وهي عاطلة، الانشغال بجزئيات لا قيمة لها ولا أثر يذكر، ليس لها أصل في الكتاب أو السنة، وإنما هي أعمال تافهة ومشاريع وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع.

- النقد لكل عمل إيجابي؛ تنصلًا من المشاركة والعمل، وتضخيم الأخطاء والسلبيات؛ تبريرًا لعجزه وفتوره، تراه يبحث عن المعاذير، ويصطنع الأسباب؛ للتخلص والفرار {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة:81]" (الفتور- لناصر العمر: 19-20).

------------------------

(1) الشرة: النشاط والرغبة (النهاية في غريب الأثر:1/613).

(2) فترة: فتر الشيء يفتر ويفتر فتورًا وفتارًا: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة، وفتر هو والفتر الضعف (عمدة القاري- للعيني:1/53).

(3) رواه أحمد (2/210) (6958)، وابن حبان (1/187) (11)، وصحَّح إسناده أحمد شاكر في تحقيق (مسند أحمد) (11/159). وصححه الألباني في (صحيح الجامع) (2152)، والوادعي في (الصَّحيح المسند:810) على شرط الشيخين.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.