فضائل المسجد الأقصى

منذ 2014-10-29

للمسجد الأقصى وبيت المقدس فضائل جمة وبركات وفيرة ذُكِرت في كتاب الله وسُنة نبيه صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم،

 

للمسجد الأقصى وبيت المقدس فضائل جمة وبركات وفيرة ذُكِرت في كتاب الله وسُنة نبيه صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم،
والتي منها:

قبلة المسلمين الأولى:
كانت القبلة إلى المسجد الأقصى لمدة ستة أو سبعة عشر شهرًا قبل نسخها وتحويلها إلى الكعبة بيت الله الحرام.

ثاني مسجد وُضِع في الأرض:
هو ثاني المساجد في الأرض بعد المسجد الحرام؛ فعن أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: قلت يا رَسول اللهِ أي مسجد وُضِع في الأرض أولًا؟ قال: «المسجد الحرام»، قال: قلت: ثُمَّ أي؟ قال: «المسجد الأقصى»، قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصلّه، فإن الفضل فيه» (رواه البخاري).

مُبارك ما فيه وما حوله:
هو مسجد في أرضٍ باركها الله حيث قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء: 1].
قيل: لو لم تكن فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية.

مسرى النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:
كان الإسراء من أول مسجد وُضِع في الأرض إلى ثاني مسجد وُضِع فيها، فجمع له فضل البيتين وشرفهما، ورؤية القبلتين وفضلهما.

دعوة موسى عَليه السلام:
كان من تعظيم موسى عليه السلام للأرض المُقدسة وبيت المقدس أن سأل الله تبارك وتعالى عند الموت أن يُدنيه منها.
روى البخاري في صحيحه مرفوعًا: «فسأل موسى الله أن يُدنيه من الأرض المُقدسة رمية بحجر، فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر».
قال النووي: "وأما سؤاله -أي موسى عليه السلام- الإدناء من الأرض المُقدسة فلِشرفها، وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم".

البُشرى بفتحه:
وتلك من أعلام النبوة أن بشَّر صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم بفتحه قبل أن يُفتَح، عن عوف بن مالِك رَضِي الله عنْهُ قال:
أتيت النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم، فقال: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» (رواه البُخاري).

إليه تُشَد الرحال:
أجمع أهل العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وأن الرحال لا تُشَد إلا إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى؛ قال صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذا».

فيه يُضَاعف أجر الصلاة:
عن أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: تذاكرنا ونحن عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أيهما أفضل: أمسجد رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أم بيت المقدس؟ فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من أربع صلوات فيه، ولَنِعمَ المُصَلَى هُو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا». قال: أو قال: «خيرٌ له من الدنيا وما فيها».

فضل الصلاة فيه:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ».

أرض المحشر والمنشر:
في بيت المقدس الأرض التي يُحشَر غليها العباد، ومنها يكون المنشر، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قالت: يا نبي الله أفتِنا في بيت المقدس. فقال: «أرض المحشر والمنشر» (صححه الألباني في فضائل الشام ودمشق للربعي).


من كتاب: (المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ)