وكم لجريجٍ من عِظات!

منذ 2014-11-05

يتحدّث الشيخ عن: قصة جريج وما تحويه من العِظات والعِبر والدروس لشباب الأمة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه «...تذاكر بنو إسرائيل جريجًا وعبادته، وكانت امرأة بغيٌ يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتنّنه لكم»، قال: «فتعرّضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعيًا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج. فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك. فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به فقال: دعوني حتى أُصلّي، فصلّى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه، وقال: يا غلام من أبوك؟ قال: فلان الراعي»، قال: «فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسّحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا أعيدوها من طين كما كانت» (رواه مسلم: [2550]).  

هذه القصة تحوي الكثير من العظات والعبر والدروس لشباب الأمة؛ منها:

1- صلاح المرء من أسباب نجاته في الدارين.

2- التزام المؤمن للعِفّة عن اقتراف الحرام وعدم الالتفات لأهل الهوى والساقطات والمتبرّجات.

3- وجوب المسارعة في إجابة أوامر الوالدين ما لم تكن معصية أو تُلهي عن واجب.. ولو كان في عملٍ مستحب وجب عليه تركه لإجابة والديه أو أحدهما.

4- تسرُّع العوام في تصديق الإشاعات والتزام الصالحين الصبر حتى يأذن الله بالفرج.

5- أن النصر والتأييد الإلهي للمؤمنين والله تعالى لا يُصلِح عمل المفسدين.

6- مهما نجح الفاسدون ومشيعي الفتن فنجاحهم مؤقت ومصيرهم إلى الهزيمة والندم.

7- ثقة المؤمن في الله.

8- تواضع المؤمن وعدم طلب الدنيا بالدين، ويتبيّن هذا من عدم قبول جريج إعادة بناء الصومعة من ذهب.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.