كيف ندعو الناس - تحكيم شريعة الله
فهل وضحت هذه القضية في حس الدعاة أنفسهم، فضلا عن الجماهير، أم إنهم انزلقوا بغير وعي منهم إلى معايير الديمقراطية التي تجعل الجماهير - في ظاهر الأمر على الأقل - هم المحكمين في نوع الحكم، وليس الله الذي له الخلق والأمر : {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54]. وهذا مفرق طريق رئيسي بين الجاهلية والإسلام!
حقيقة إنه لا يمكن في عالم الواقع أن يحكم الإسلام ما لم يكن هناك مؤمنون، يصرون على تحكيم شريعة الله، ويرفضون أي شريعة سواها، يقينا منهم أن الرضى بشرع غير شرع الله كفر مخرج من الملة. وأن هذه العينة من المؤمنين هي الآن قلة في المجتمع تستضعفهم الجاهلية وتعصف بهم . هذه حقيقة، ولكن مقتضاها هو أن نظل ندعو، ونظل نبين للناس هذه الحقيقة، أنه لا إيمان لأحد إذا رضي بشرع غير شرع الله، ونظل نربي الناس على مقتضيات هذه الحقيقة، حتى تصبح القاعدة المؤمنة من القوة بحيث يصبح في يدها مقاليد الأمور، وهذه هي مهمة الدعوة في وقتها الحاضر، مهما طال بها الأمر لتحقيقها، وليست مهمتها أن تستفتي الناس عن طريق صناديق الانتخاب: هل يريدون أن يكونوا مسلمين أم لا يريدون!
فهل وضحت هذه القضية في حس الدعاة أنفسهم، فضلا عن الجماهير، أم إنهم انزلقوا بغير وعي منهم إلى معايير الديمقراطية التي تجعل الجماهير - في ظاهر الأمر على الأقل (1) - هم المحكمين في نوع الحكم، وليس الله الذي له الخلق والأمر : {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف: 54]. وهذا مفرق طريق رئيسي بين الجاهلية والإسلام!
(1) في مسرحية الديمقراطية تتوهم الجماهير أنها هي التي تحكم، بينما الحكم في الحقيقة في يد الرأسمالية! أما من وجهة النظر الإسلامية فسواء كان الحكم للجماهير حقيقة أم كان في يد الرأسمالية فهو في الحالين تشريع بغير ما أنزل الله.
محمد قطب إبراهيم
عالم معروف ، له مؤلفات قيمة ومواقف مشرفة.
- التصنيف:
- المصدر: