الإسلام؛ هل هو ذلك المجهول؟!
أنيروا ذلك المجهول أيها الناس، ولا تصدقوا أي روايات غيبية عنه دونما دليل سليم
ما أنا على يقين منه أن معظم المسلمين المصابين بـ (فوبيا الإسلاميين)، لم يقرأوا في دينهم كتابًا واحدًا، إلا كتاب التربية الدينية في المدارس؛ الذي لم يكن يذكره أحد إلا ليلة امتحانه قبل النوم بساعة، فدينُهم مجهولٌ لهم، أما غالب الباقي فقرأوا عن دينهم لكن من كُتَّابٍ يكرهون دينَهم.
ولا يخفى على عاقل أن المجهول دائمًا مُخيف، والأمر بالنسبة لهم هو أن أناسًا لا يثقون بهم (إرهابيين بتعريف الإعلام) يأخذونهم من أيديهم ليسيروا بهم في دهاليز مظلمة، فمن الطبيعي أن يمتنعوا.
والحل في رأيي؛ ليس هو الاستسلام للإسلاميين ولا الثقة بهم، بالرغم ما يُقال عنهم، فلا عاقل يطلب هذا من الجماهير، وليس الحل أيضًا هو أن يظل الناس خائفين من هذا المجهول المظلم، لا يعرفون أهو خيرٌ أم شر، لأنهم -ببساطة- لا يرونه، لكن الحل برأيي هو أن يأخذ المسلمون الأمر بجدية، فالأمر ليس بالهزل، وهو أهم من الطب للطبيب، ومن الهندسة للمهندس، ومن المال للتاجر.
الحل هو نور العلم، هو أن يسلط المسلمون الضوء على دينهم (الإسلام) ليروه بأعينهم، فلا يحتاجون لواسطة بينهم وبين ربهم، ولا يحتاجون لأحد كي يأخذ بأيديهم دون وعيٍ منهم، وإن حاول تضليلهم مدعي إلى مكان خاطيء يعارضونه، ويتجهون الاتجاه الصحيح.
حينها -وحينها فقط- لن يُسمَح لمضللٍ أن يلبس عباءة مزيفة للدين، لأن الناس يعرفون مظهر الدين جيدًا، ولن يُسمح لمضللٍ أن يتاجر بالدين لأن الناس يعرفون بضاعتهم، أيا من كان هذا المُضلل، من يقول الدين هو سلاح في اليد، أو من يقول الدين هو ريشةٌ مدفونةٌ في القلب مكتوم أنفاسُها.
أنيروا ذلك المجهول أيها الناس، ولا تصدقوا أي روايات غيبية عنه دونما دليل سليم ممن يلبس عباءة الحرية، ويتاجر بالتنوير، وحقوق الإنسان، لا تصدقوا إلا ما ترونه بأعينكم، إلا بعد أن تتعرفوا عليه بأنفسكم، وتلمسونه بأرواحكم وأيديكم، وذلك بالقراءة المتنوعة عنه، التي ليست لاتجاهات متطرفة ذات اليمين، ولا أخرى متطرفة ذات اليسار، القراءة لعلماء هذا الدين، شهد لهم كارهوهم قبل محبوهم أنهم قوم عدول، وهم -ولله الحمد- موجودون.
اقرأوا يا قوم، ولا تشتروا ممن يتاجرون بالدين، ولا ممن يتاجرون بحقوق الإنسان، بل تاجروا أنتم مع الله تجارة رابحة.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف:10-12]
والله أعلم.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: