لا

منذ 2014-12-10

لا تبدأ بعيوب المُنْتَقَد عند نقده بل ابدأ بالثناء على حسناته.

لن أدرج في هذا المقال (لا) في الأمور التي ينهى عنها الشرع، لأنها معروفة من ناحية، وخيرٌ مني يقومون بالنهي عن المنكر شرعًا من ناحية أخرى.

ولكن سأحاول تقديم (لا) حيث لم يتعود الناس أن يجدوها.

1- لا تمتنع عن نصيحة الناس لمجرد أنك لا تفعل ما تنصحهم به، بل قل لهم مثلًا: "إني أريد أن تساعدوني في ترك هذا العمل".

2- لا تُهمل في عملك، فإن ذلك يُغضب ربك.

3- لا تعطِ انطباعًا لغير المسلم أن ما يصنعه المسلم شيئًا عاديًا، بل ينبغي أن يكون متميزًا مثل تميز صانعه.

4- لا تظن أننا بفقدنا عدة وعتادًا في حرب ما مع الكافرين أن المسلمين ينهزمون، فأنت لا ترى إلا نقطة صغيرة من منحنى كبير، من وقائع صعود وهبوط الأمم، وأنت وغيرك الذين ترسمون هذا المنحنى.

5- لا تقع في فخ الفلسفة، فإن أغلبها كلام ليس له معنى، وقد زُين بواسطة خبراء (الفلاسفة) حتى يظهر أنه كلام عميق جدًا، واعلم أن حقيقة الفلسفة لا تصمد أمام النقد العلمي الجاد.

6- لا تصدق كل ما يقال لك إلا بقرينة، أو أن يقال لك من شخص تثق فيه وثوق رؤيتك للشمس في وضح النهار، ولا تنشر كل ما صدقته إلا لحاجةٍ تُقَدَرُ بقدرها.

7- لا تقع في فخ الانطباعة الأولى، فكثيرًا ما تكون كاذبة.

8- لا تعتمد على حدسك في تقييم الأشخاص، وإنما قيمهم بأعمالهم، واترك نواياهم لله فهو المُحاسبُ عليها.

9- لا تقتل أخاك لتنقذه من خطر بعوضة تقف على رأسه.

10- لا تنتظر شكرًا من أحد، ولكن احتسب عملك عند الله وتذكر دائمًا أن الحياة قصيرة جدًا.

11- لا تسمع كلام من أمامك، ولكن استمع لما يقصده بكلامه، ستتجنب الكثير من المتاعب إن فعلت ذلك.

12- لا تعتمد على مكالمة هاتفية، أو بريد الكتروني؛ في تصفية خلاف بينك وبين صديق، ولكن اذهب وواجهه بلطف، واحرص على الابتسامة، فتبسمك في وجه أخيك صدقة.

13- لا تبدأ بعيوب المُنْتَقَد عند نقده، بل ابدأ بالثناء على حسناته.

14- لا تنتقد شخصًا لمجرد النقد، بل اسع جاهدًا، لتفكر معه في مجموعة من الحلول للمشاكل المطروحة.

15- لا تبدِ تعليقًا على تغير سلبي مُفاجئ في مظهر زميلك، فإن هذا قد يحرجه، التغافل هنا هو من حسن الفطن.

16- لا تَشُك في سوء نوايا الناس حتى يثبت ما يدعو للشك، ولا تثق في حسن نواياهم، حتى تثبت هذه النوايا الحسنة، بمعنى آخر؛ ظن أن الناس حسنو الظن إلى أن يثبت عكس ظنك في حسن ظنهم.

17- لا تتكلم إلا بسبب وفي خير، واحفظ هذه القاعدة عني: "إن كان ثمة شخص يريد أن يسبر غورك على غير هواك، فَتَحَلَّ بالصمتِ، فإن كل كلمة تنطقها تهدي له معلومة عنك من حيث لا تدري".

18- لا تبدأ بمناقشة نقاط الاختلاف، بل ابدأ بترسيخ نقاط الاتفاق، لتكون قاعدة قوية تسند إليها في الاقناع، أو الاقتناع في نقاط الخلاف.

19- لا تدخل حديثًا وأنت غير مستعد عن التخلي عن بعض أفكارك.

20- لا تحدثن نفسك بالآتي: "رأي صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب".
بل حدث نفسك بـ"رأي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

21- لا تضع حلًا واحدًا أبدًا لأي مشكلة.

22- لا تحزن! فالحزن عن شيء قد مضى لا يفيد، وإنما الاستفادة في التعلم من أخطائك في الماضي.

23- لا تغتم! فالله وكيلك وبيده مقاليد الأمور كلها، وهو عند حسن ظنك به، فأحسن الظن به، يُزْحْ مِن عليك الغم، بشرط أن تكون قد بذلت ما عليك أولًا.

24- لا تهتم! لا تصبح مهمومًا، فإن ما أنت مهموم من أجله قد لا يحدث أصلًا، اجتهد قليلًا في وضع حلولًا بسيطة لمواقف المستقبل، ثم اجعل الله وكيلك، وقل في نفسك: "سيحلها الله من لدنه إذا حل وقتها من حيث لا أحتسب".

25- لا تنعزل عن الناس! فتصبح غريبًا ولا تخالطهم فتصبح مصابًا بكثير من الأمراض الاجتماعية المُعدية، خالطهم بقدر يكفل فقط نقل صفاتك الحسنة إليهم، ونقل صفاتهم الحسنة إليك، وهذا لا يتم بالانعزال التام ولا بالمخالطة التامة.

26- لا تحرص على الكلام إلا إذا طُلِبَ منك، وكان كلامًا يرضي الله، واعلم أن الكلام شهوة، وخصوصًا أمام الجماعة، وهي شهوة مشتقة من شهوة حب الظهور.

27- لا تتعلم لكي تعلم، فإنك لن تعلم مهما تعلمت، ولكن تعلم لكي تعمل، فإنه بالعلم اليسير تستطيع عمل الكثير بفضل الله وتوفيقه.

والله أعلم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي