الرحمة‬

منذ 2015-01-01

من المنطقي جدًا والمتوقع أن هذا التابع أو المريد حين يلاحظ الخلل في جزء أن يراجع باقي الأجزاء، ولو أن ثورته عارمة وغضبته شديدة فمن المتوقع أيضًا أن يشكك في الأجزاء الأخرى، وربما يأبى تلقيها ممن يراهم قد خذلوه وتتضاعف المشكلة، ويعظم الخطب حين يرفض الناس الصواب الموجود بناءً على الخطأ الملحوظ..

لا يشك عاقل لديه عينان وأذنان في حقيقة أن رفض الخلل السلوكي وطامات المواقف و(اللامواقف)، ومخالفة الحال للمقال -خصوصًا عند المحكات الفاصلة- سيؤدي لا محالة لدى الرافضين إلى رفض -أو على الأقل- مراجعة لباقي المنظومة القيمية -وربما العقدية- التي حرص أساطين المناهج على وضعها دومًا في سلة واحدة، وتلقينها للأتباع على هيئة (باكدج) واحد.

من المنطقي جدًا والمتوقع أن هذا التابع أو المريد حين يلاحظ الخلل في جزء أن يراجع باقي الأجزاء، ولو أن ثورته عارمة وغضبته شديدة فمن المتوقع أيضًا أن يشكك في الأجزاء الأخرى، وربما يأبى تلقيها ممن يراهم قد خذلوه وتتضاعف المشكلة، ويعظم الخطب حين يرفض الناس الصواب الموجود بناءً على الخطأ الملحوظ..

لكن للأسف يصر البعض على التواجد داخل أسوار البقية المهللة، والتي تأبى أن تصدقهم النصح، ولا تبين لهم حقيقة الواقع والمدى الذي بلغته المشكلة، وتصر فقط على حيازة المكانة لدى السادة والكبراء من خلال المديح الدائم الذي يجعل أولئك الكرام في معزل عن حقيقة الوضع، وكله تمام والحياة جميلة وكله تحت السيطرة..!

فإذا نصح ناصح أو نقد ناقد أو راجعهم مراجع، أو بيّن الحقيقة مُبيّن صار صوته إن وصل وعبر أسوار التهليل والمهللين والتقديس والمقدّسين نشازًا ومبالغة، وسوء أدب وانهزامًا نفسيًا، فقط لأنه تجرأ! وحاول بيان مدى الانهيار الوشيك إن لم يتداركنا الله برحمته وكنا أهلاً لتلك ‫ الرحمة.. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام