{هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}
لقد غرتهم قوتهم وأسكرتهم مكانتهم، حتى رأوا الأمور على عكس حقيقتها، وليس فقط عموا عن رؤيتها.. العذاب القادم في الأفق تحول بفضل غرورهم إلى خير يقترب، والكارثة المحدقة بهم صارت بفعل غفلتهم وطول أملهم مزيدًا من البركات والخيرات..
إن حجب الغفلات وحواجز الغرور واللامبالاة لا تحول بين المرء وبين إدراك حقائق الأشياء وحسب، ولكنها قد تقلب تلك الحقائق وتعكسها..
وإن أقوامًا قد جاءتهم النذر وتتابعت عليهم التحذيرات، لكن الحجب والحواجز كانت أغلظ من أن تعبرها التذكرات، وتتجاوزها المواعظ والتنبيهات: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} [الأحقاف من الآية:24].
لقد غرتهم قوتهم وأسكرتهم مكانتهم، حتى رأوا الأمور على عكس حقيقتها، وليس فقط عموا عن رؤيتها..
العذاب القادم في الأفق تحول بفضل غرورهم إلى خير يقترب، والكارثة المحدقة بهم صارت بفعل غفلتهم وطول أملهم مزيدًا من البركات والخيرات..
{هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا}.
كلمة لخصت دركات الحماقة التي تدنوا إليها، وجعلتهم يثقون تمام الثقة أن زوال ما هم فيه من التجبر والعلو ضرب من المستحيل! لذا قالتها عاد بهذا الاطمئنان المجافي للحقيقة؛ حقيقة أن هذا الذي في الأفق هو ما استعجلوا به..
{بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف من الآية:24].
اللهم سلم سلم.
- التصنيف: