الشريعة هداية الله للعالمين

منذ 2015-01-11

إنَّ كتاب الشريعة الأول هو كتاب الهداية للناس أجمعين

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. إنَّ كتاب الشريعة الأول هو كتاب الهداية للناس أجمعين؛ قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وقال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة:15، 16]، وقال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9]، وقال الله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38]، وقال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه:123].

ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي رسالة الهدى والهداية؛ وقد قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ} [التوبة:33]، وقال الله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس:35]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ ما بعثني الله به من الهُدى والعلم كمَثَل الغيث الكثير أصاب أرضًا؛ فكان منها نقية قَبِلت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادبُ أَمسكت الماء فنفع الله بها الناس؛ فشَرِبوا وسَقَوا وزَرَعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قِيعان لا تُمسك ماءً، ولا تُنبت كلأً؛ فذلك مَثَل من فَقُه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به؛ فعَلِمَ وعلَّم، ومَثَلُ مَن لم يَرفع بذلك رأسًا، ولم يَقبل هُدى الله الذي أُرسلت به» [1].

وإذا كان كتاب الشريعة الأول هو كتاب الهداية، وسُنَّته ودعوته صلى الله عليه وسلم هي دعوة الهداية، فإن كل من دعا إليها كان هاديًا مهديًّا؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَن دعا إلى هُدى، كان له مِنَ الأجر مِثل أُجور مَن تَبعه، لا ينقص ذلك مِن أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالة، كان عليه مِنَ الإثم مثل آثام مَن تَبِعَه، لا يَنقص ذلك مِن آثامهم شيئًا» [2].

---------------------------------

[1] أخرجه البخاري (30).

[2] أخرجه مسلم (2674).

محمد يسري إبراهيم

من فقهاء مصر ودعاتها