تساؤل: ما الجميل في أن تكون مسلمًا؟!
الجميل أنني أستمتع روحيًا بمعاناتي في مقاومة القبيح في نفسي وفي الناس، لأني أحب الناس وأريدهم أن ينتشلوا أنفسهم من بحار القبح والدمامة، بحار البعد عن الله، ليسعدوا في الدنيا والآخرة، الجميل لا يتضح بهاؤه وسناؤه إلا في عالم يحوي القبيح، وكلما ازداد القبيح قبحًا ازداد الجمال معنى وروعة.
الجواب:
الجميل هو أنني اقتبس الجمال من أصل الجمال الله رب العالمين، أطيع رب الكون وخالقه ومسيره فأكون متسقًا مع الكون الذي أحيا به، ومع جسدي الذي هو جزء من هذا الكون، فأصل للسلام الداخلي والخارجي، وأصل لرضا الرحمن وإلى ما يليق بمن يطيع الرحمن من آخرة، وهي جنة الخلد.
الجميل أنني أستمتع روحيًا بمعاناتي في مقاومة القبيح في نفسي وفي الناس، لأني أحب الناس وأريدهم أن ينتشلوا أنفسهم من بحار القبح والدمامة، بحار البعد عن الله، ليسعدوا في الدنيا والآخرة، الجميل لا يتضح بهاؤه وسناؤه إلا في عالم يحوي القبيح، وكلما ازداد القبيح قبحًا ازداد الجمال معنى وروعة.
الجميل أن أكون حيًا! فمقاومتي لمحاولة الوسط القبيح أن يذيب هويتي فيه هو الحياة، أليس السمك الذي يحيا في البحار الملحة يكون لحمه عذبا؟ فإن مات تخلله الملح وصار طعمه ملحًا؟
المقاومة هي علة الحياة والجمال!
الجميل هو أن أستجيب لربي الجميل عندما يدعوني إلى مقاومة القبيح والاقتباس من جماله بقوله: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} [العلق:19]، فأسجد واقترب من الله الجميل فأكون أكثر جمالاً.
بل الجميل هو أن أحول القبيح جميلاً! ليس فقط أقاوم الماء الملح بل انقيه ليكون عذبًا وجميلاً، فأزداد أنا جمالاً برضا الرحمن عني.
الجميل في أن أكون مسلمًا هو ببساطة أن أعتنق الجمال، وأتخذه زادًا في الدنيا ليكون لي سكنًا في الآخرة.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: