إلى كل ساخط؛ ارض بما قسم الله

منذ 2015-02-02

لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمرَّ علي ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين

إلى كل من لم يقنع بما لديه، إلى كل متذمر، طالما فعلت ما عليك، ولم تقصر في الأخذ بالأسباب، فإياك أن تحزن، واعلم أنه هكذا كان حال رسولنا صلى الله عليه وسلم؛ قال عمر رضي الله عنه: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجعٌ على حصيرٍ، فجلست، فأدنى عليه إزاره، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بقبضةٍ من شعيرٍ نحو الصاع، ومثلها قرظًا في ناحية الغرفة، وإذا أفيقٌ معلقٌ، قال: فابتدرت عيناي، قال: «ما يبكيك يا ابن الخطاب؟» قلت: "يا نبي الله، وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفوته، وهذه خزانتك"، فقال: «يا ابن الخطاب، ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا؟» قلت: "بلى".

(رواه البخاري: 4913)، (ومسلم:1479، واللفظ له).

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: "ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: ما كان يُعيِّشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنَّه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبياتهم، فيسقيناه".

(رواه البخاري:6459)، (ومسلم:2972) واللفظ للبخاري.

منائح جمع منيحة: وهي ناقة أو شاة، تعطى لينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانًا ثم يردها.

(النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لابن الأثير:4/364).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم ارزق آل محمد قوتًا».

(رواه مسلم: 1055).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدم، وحشوه ليف.

(رواه البخاري:6456) (ومسلم:2082) واللفظ للبخاري.

الأدم: جمع أديم، وهو الجلد الذي قد تم دباغه وتناهى.

(تاج العروس؛ للزبيدي:31/192).

وعن قتادة رضي الله عنه قال: "كنا نأتي أنس بن مالك وخبازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفًا مرقَّقًا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطًا بعينه قط".

(رواه البخاري:5421).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته ففني".

(رواه البخاري:6451) (ومسلم:2973).

وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شبع من خبز وزيت، في يوم واحد، مرتين".

(رواه مسلم: 2974).

وعن أنس رضي الله عنه قال: "لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات، وما أكل خبزًا مرقَّقًا حتى مات".

(رواه البخاري:6450).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان لي مثل أحد ذهبًا ما يسرني أن لا يمرَّ علي ثلاث وعندي منه شيء، إلا شيء أرصده لدين».

(رواه البخاري:2389).

وعن عروة عن عائشة رضي الله عنهما قالت: "ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر".

(رواه البخاري:6455).

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير، يومين متتابعين، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم" (رواه مسلم:2970).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما شبع آل محمد منذ قدم المدينة من طعام برٍّ ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض.

(رواه البخاري:5416)، (ومسلم:2970).

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.