وقفات مقنعة مع مشاهدي المواقع المحرمة
لو لاحظنا بتأمل لوجدنا أن: المشاهد للمواقع الجنسية، يستجلب لنفسه الشهوة الكامنة فوق الشهوة التي دفعته للمشاهدة! فيشحن نفسه بالشهوة فوق الشهوة فتزداد وتضطرم، والتعامل مع الشهوة إنما يكون بإطفائها لا بزيادتها وتهيججها.
1- لو فكرت بشيء من التأمل القليل لتحققت، أن مشاهدة المواقع الجنسية تصرف خاطئ؛ ليس بمنظار الشرع فقط! بل وفي ميزان العقل أيضاً، كيف ذاك؟!
لو لاحظنا بتأمل لوجدنا أن: المشاهد للمواقع الجنسية، يستجلب لنفسه الشهوة الكامنة فوق الشهوة التي دفعته للمشاهدة! فيشحن نفسه بالشهوة فوق الشهوة فتزداد وتضطرم، والتعامل مع الشهوة إنما يكون بإطفائها لا بزيادتها وتهيججها.
2- مشاهدة المواقع الجنسية تورث القلق والاضطراب والإثم، ولك أن تتأمل معي أن: المشاهد لتلك المواقع هو في الحقيقة لم يحقق الرغبة الجنسية التي تضطره نفسه إليها برؤيته للمشاهد الجنسية، فما يغادرها إلا وقد تشبع بالتوتر والاضطراب والضجر، ولم يسلم من الإثم والعياذ بالله، وكان بمقدوره أن يستعين بالله ويعرض عن تلك المشاهدات الحقيرة، فيتوقى الخطر من الأصل.
3- أيها العاقل قل لي: ماذا يستفيد الجائع من مشاهدة، أناس يأكلون طعاماً؟! وكيف الحال والطعام حرام؟! طبق الأمر نفسه على من يقلب نظره في مواقع الرذيلة، فإنه لم يصل إلى مناله ولم يحقق مآله؛ فلم يشبع جوعه، الجنسي بمشاهداته وتقليب النظر ولكنه أشبع رغبة الشيطان في إغوائه فخرج خسرانا!
4- اسأل نفسك: هل أنت فقط من ركبت في جسده الشهوة؟
اسأل نفسك: أليس بإمكان كل شاب وكل رجل وفتاة وامرأة؛ أن يفعل فعلتك في رؤية مواقع الجنس؟
اسأل نفسك: ألا يوجد أناس يخافون عقاب الله ويرجون ثوابه، ويراقبونه فيمتنعون عن المشاهدة؟
والآن اسأل نفسك: هؤلاء الذين امتنعوا خوفاً من الله، وطمعاً فيما عنده ألا يحملون شهوة مثلك؟
حسناً.. فاسلك سبيلهم واقتد بهم، فإنهم لم يتلطخوا بقاذورات تلك المواقع، ليس عجزا منهم ولكن لعلمهم أن يوما آت لامحالة حسابه شاق {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً} [طه:111].
5- لو سألتك هل تحب الله؟ لانطبعت الإجابة على شفتيك بكل بداهة نعم، بل ربما لمتني على إيراد هذا السؤال المسلم بإجابته.. لكن الله يأمرك وينهاك.. يأمرك بغض بصرك، وينهاك عن كل فاحشة وكل طريق يؤدي إليها. فبرهن على صدق المحبة بطاعة محبوبك.
6- قد تقول لي: نفسي تغلبني والشيطان!
فأقول لك: ليس لك عذر في اتباع نفسك الأمارة بالسوء، فنحن مأمورون بنهي النفس عن غيها وليس بطاعتها. فالنفس الأمارة بالسوء عدو وليس من الشرع ولا من العقل أن نطيع أعدائنا. قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40-41]. وأما الشيطان العدو الأول فلا تخفى عدواته للإنسان، وقد حذرنا الله منه ومن اتباع خطواته وأمرنا بعدم طاعته. في مواضع كثيرة من القرآن الكريم.
قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:6]. ومنع النفس عن طرق الشر، وحجزها عن مواقع الرذيلة إنما هو من إكرامها، وصدق من قال: "من كرمت عليه نفسه هانت عليه رغبته".
7- لا تغضب مني... أليس من يفعل ذلك معرض لأن يراه من الناس من لا يحب أن يراه؟
وقد حصل وفُضح أناس وستر الله بستره على البعض.. فاقلع قبل الندم؛ فإن الفضيحة قبيحة. وعندها سوف تسقط من الأعين، ولن يقبل لك تبرير، وليس مثلها يبرر. فهل تحب أن تعيش هذا الإحساس المهين، واستحقار أقرب الناس لك... بالطبع لا تود ذلك... إذن كن أكبر من شهوة تذلك وتمرغ عزتك.
8- أيها العاقل.. قبل كل هذا.. أعلم أن نظر الله إليك، أسبق من نظرك إلى الخلاعة، والله أحق وأولى أن يستحى منه، قال الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد من الآية:4].
9- أخي حقيقة لا يمكن تجاهلها، ولا ينبغي تجاوزها إنه الموت الذي سماه الله في كتابه (اليقين)، فهو يباغت المرء في أي لحظة فاحذر سوء الخاتمة، فإن عاقبة السوء وخيمة.
10- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «يُبعث كل عبد على ما مات عليه» (رواه مسلم). فهل تحب أن تموت وتبعث على هذه الخبائث والمشاهد المخزية؟!
11- لا تتردد وأنت تفكر في الإقلاع والتوبة، ولا تؤجل ولا تسوف فأنت الرابح. وثق بأن الله سيعوضك في الدنيا والآخرة خيرا مما تركته لأجله.
12- أشغل الوقت بالمباح والمفيد يضيق مساحة اللامفيد في حياتك، قال السلف: "نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية فتأمل، فاشغل وقتك بالطاعة ومصاحبة الأخيار، وتزود بالتقى والعمل النافع والمباح الذي لامعصية فيه".
13- عليك أن تؤمن أن الأمر يحتاج إلى صبر، وصرف نظر وانتهاء عن الأمر مستعينا بالله، وسوف ينجلي بمشيئة الله... اجعل هذه القناعة يقينا واقعا بتطبيقها.
"اصرف نظرك وانته واشغل نفسك بما لا معصية فيه".
14- ادع الله أن يجنبك الفتن واسأل الله الهداية وتحين أوقات الإجابة عند السجود، آخر ساعة من يوم الجمعة، في جوف الليل.
15- وأخيراً: أخي أختي التوبة التوبة قبل تصرم الأعمار وحلول الآجال، ونعيم الله أعظم من أن تصدنا عنه شهوة ماجنة أو دنيا فانية.
اللهم تب علينا، واعفو عنا بفضلك ورحمتك... آمين.
توفيق رجاء الله الشماسي الحربي
- التصنيف:
- المصدر: