سلسلة قصصية - الصبر على البلاء

منذ 2015-02-10

حانت لحظة فراق الآلام وسكون الجسد للأبد، فأخذت في ترديد الشهادتين، وتقول لأبنائها أنا بموت تشهدوا ورددوا معي، وظلت هكذا حوالي الخمس ساعات، لا تقول سوى الشهادتين وتطلب من الأبناء ترديدها حتى غابت تمامًا عن الوعي، وفاضت الروح إلى بارئها وسكنت الآلام، ونعاها زوجها وقال للجميع أثناء الصلاة عليها أُشهد الله أنها كانت نعم الزوجة، وأني راضٍ عنها..


سيدة طيبة -ونحسبها كذلك- منتقبة ملتزمة والحمد لله، تسعى في أبواب الخير والصدقات، وتنفق المال على حبه، فجأة ينتابها آلام شديدة جدًا في البطن، فتذهب للطبيب الذي قال لها هذا نتيجة فتأ بالسرة يجب عمله، ويجب القيام بعمل مجموعة من التحاليل أولاً..

وبعد عمل التحاليل اللازمة تُفاجأ بأن لديها فشل في الكبد في المراحل المتأخرة فتحمد الله تعالى وتخضع للعلاج..
وقضت حوالي ثلاثة أشهر تعاني الآلام المبرحة ولا يسألها أحد، إلا وتقول الحمد لله على كل حال وكلما جاء أحد، ليعطيها الدواء أو لتعليق المحاليل لا تشتكي آلامها، بل كل ما يهمها هو سترها فقط، فتقول: "استروني لا تكشفوا جسدي".

حتى حانت لحظة فراق الآلام وسكون الجسد للأبد، فأخذت في ترديد الشهادتين، وتقول لأبنائها أنا بموت تشهدوا ورددوا معي، وظلت هكذا حوالي الخمس ساعات، لا تقول سوى الشهادتين وتطلب من الأبناء ترديدها حتى غابت تمامًا عن الوعي، وفاضت الروح إلى بارئها وسكنت الآلام، ونعاها زوجها وقال للجميع أثناء الصلاة عليها أُشهد الله أنها كانت نعم الزوجة، وأني راضٍ عنها..

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشُّهداءُ خَمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغرِقُ، وصاحبُ الهدمِ، والشَّهيدُ في سبيلِ اللهِ» (صحيح البخاري:2829)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا صلَّتِ المرأةُ خَمسَها، وصامَت شَهْرَها، وحفِظَت فرجَها، وأطاعَت زوجَها قيلَ لَها: ادخلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ» (مسند أحمد:128/3).

فأسأل الله أن يتقبلها عنده في الشهداء، فقد كانت مبطونة صابرة محتسبة، مطيعة لزوجها، وآخر ما نطق به لسانها هي شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.. اللهم نسألك حسن الخاتمة واللقاء.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أم سارة

كاتبة إسلامية من فريق عمل موقع طريق الإسلام

المقال السابق
فسحة العيد!
المقال التالي
سناء نهر روى الكثير بالرغم من عطش السنين