سلسلة قصصية - عم محمد
كان يعيش بين إخوته في بيت واحد وكأنه غير موجود، في حاله كما يقولون، لا يخلق مشاكل ولا يحب الدخول فيها أصلاً، لا يعرف سوى زوجته وولده وابنته ومحله الصغير الذي يتقوت منه هو وأسرته، لا يشغل باله بأي شيء آخر في هذه الدنيا..
كان يعيش بين إخوته في بيت واحد وكأنه غير موجود، في حاله كما يقولون، لا يخلق مشاكل ولا يحب الدخول فيها أصلاً، لا يعرف سوى زوجته وولده وابنته ومحله الصغير الذي يتقوت منه هو وأسرته، لا يشغل باله بأي شيء آخر في هذه الدنيا، وبعد أن كبر الأبناء وأصبح هناك احتكاكات بسبب لعب الصبية ومشاكل يختلقها الأولاد، باع محله وحصته في المنزل وذهب بعيدًا عن الجميع..
عاش هو وزوجته وولده وابنته، تكبر البنت وتتزوج، ويكبر الولد ويتزوج..
تُبتلى زوجته بالعمى فيقوم هو على خدمتها ولم يجعلها تحتاج لزوجة الابن أو لابنتها..
يجهز طعامه يأخذ بيدها ويساعدها لتقضي جميع حاجاتها، فهو الزوج والصاحب والممرض والخادم، لا يذهب إلى السوق إلا ويصتحبها معه حتى لا يتركها وحيدة بعد أن فقدت بصرها.
في أحد الأيام خرج بها ليحضر لها علاجًا قد كتبه لها الطبيب واصطحبها معه أيضًا، وبعد أن عاد بها إلى المنزل خرج أمام المنزل، خرج لا أحد يعلم لماذا؟ ولكن الله يعلم فقد حان أجله ما إن خرج من البيت حتى صدمته سيارة، وفاضت الروح لبارئها، ولم يذكره أحد لا بخير ولا بشر، إلا الزوجة التي فقدت الزوج والصاحب والخادم والممرض فالله معك أيتها الزوجة..
ورحمك الله يا عم محمد.
أم سارة
كاتبة إسلامية من فريق عمل موقع طريق الإسلام
- التصنيف: