مع القرآن - تعليم الصبيان القرآن

منذ 2015-03-04

تعليم الأبناء القرآن يوسع من مداركهم ويقوي من مستواهم اللغوي، الذي يكفل فهم جميع المواد الدراسية بجانب تنمية مهارات الحفظ والاسترجاع لديهم.

يتباهى بمستوى ابنته في الرقص! أما زميله فيتباهي بمستوى ولده في العزف..
وثالث يفتخر بمجموعة أولاده في النادي وما تربوا عليه من حركات جريئة، وأنهم أصحاب لأبناء علية القوم.
أما في الطبقة الوسطى فالتباري بين الآباء على المدرس الخصوصي الانتهازي، أو التباهي بملبس الأبناء الذي استطاع توفيره خلال العام، بغض النظر عن المبادىء والأخلاق التي أكسبها للأبناء، فلا وقت لمثل هذه المثاليات في الغالب..

ويالله العجب..! ما تركوه من خير هو ما يكفل لهم ضمان ما يسعون إليه من دنيا، ولكنهم لا يفقهون.
فتعليم الأبناء القرآن يوسع من مداركهم ويقوي من مستواهم اللغوي، الذي يكفل فهم جميع المواد الدراسية بجانب تنمية مهارات الحفظ والاسترجاع لديهم.

قال الإمام ابن كثير في مقدمة تفسيره:
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: "إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم، قال: وقال ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم" (رواه البخاري).

حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هُشَيْم، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "جمعت المحكم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له: وما المحكم؟ قال: «المفصل»" (انفرد بإخراجه البخاري)، وفيه دلالة على جواز تعلم الصبيان القرآن؛ لأن ابن عباس أخبر عن سنه حين موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان جمع المفصل، وهو من الحجرات، كما تقدم ذلك، وعمره آنذاك عشر سنين.

وقد روى البخاري أنه قال: توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مختون، وكانوا لا يختنون الغلام حتى يحتلم، فيحتمل أنه تجوز في هذه الرواية بذكر العشر، وترك ما زاد عليها.

وعلى كل تقدير، ففيه دلالة على جواز تعليمهم القرآن في الصبا، وهو ظاهر، بل قد يكون مستحبًا أو واجبًا؛ لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهو يعرف ما يصلي به، وحفظه في الصغر أولى من حفظه كبيرًا، وأشد علوقًا بخاطره وأرسخ وأثبت، كما هو المعهود من حال الناس، وقد استحب بعض السلف أن يترك الصبي في ابتداء عمره قليلاً للعب، ثم توفر همته على القراءة، لئلا يلزم أولاً بالقراءة فيملها ويعدل عنها إلى اللعب..

وكره بعضهم تعليمهم القرآن وهو لا يعقل ما يقال له، ولكن يترك حتى إذا عقل وميز علم قليلاً قليلاً بحسب همته ونهمته وحفظه وجودة ذهنه، واستحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يلقن خمس آيات خمس آيات.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
من الأولويات: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ}
المقال التالي
ترتيل القرآن