أَجِبْ الثالث!

منذ 2015-03-13

المروءَة آداب نفسانيَّة، تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق، وجميل العادات

دعاة ثلاثة:

داع شيطاني، وداع شهواني، وداع ملائكي.

أولهما يدعونا لفساد النفس وشططها، والآخر لفساد البدن، والغرق في شهواته، والثالث لصفاء الروح، والارتقاء بها.

ونحن بين هؤلاء نتقلب وننازع، والفائز من استجاب للثالث.

يتكلم ابن القيم عن حقيقة المروءَة فيقول: "حقيقتها؛ اتصاف النفس بصفات الإنسان، التي فارق بها الحيوان البهيم والشيطان الرجيم، فإنَّ في النفس ثلاثة دواع متجاذبة:

1- داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان، من الكبر، والحسد، والعلو، والبغي، والشرِّ، والأذى، والفساد، والغشِّ.

2- وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان، وهو داعي الشهوة.

3- وداع يدعوها إلى أخلاق الملك: من الإحسان، والنصح، والبرِّ، والعلم، والطاعة.

فحقيقة المروءَة: بغض ذينك الداعيين، وإجابة الداعي الثالث.

وقلة المروءَة وعدمها: هو الاسترسال مع ذينك الداعيين، والتوجه لدعوتهما أين كانت، فالإنسانية والمروءَة والفتوة كلها في عصيان الداعيَيْن، وإجابة الداعي الثالث".

قال الفيومي: "المروءَة آداب نفسانيَّة، تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق، وجميل العادات".

- المصباح المنير.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.