عز المؤمن
متى استشعر اللئيم حاجتك إليه؛ انتفش واستعلى ولم يصلك منه إلا التشفي! فلا تنله ذلك منك، وكن عزيزًا بخالقك مستغنيًا به عن خلقه، خاصة اللئام منهم.. عقيدتك أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، فلا تتعجل فتحًا بذلة وتفريط، ولا تستمطر نصرة بانكسار وهوان.
"وعز المؤمن في استغنائه عن الناس..".
هذا في حال عوام الناس فما بالك بمن فقدوا إنسانيتهم فصاروا أدنى أخلاقًا من البشر.. أفلا يستغنى عنهم؟!
فلتحرص قدر وسعك على ألا يستشعرن أحد حاجتك إليه، ولتطرح حوائجك بين يدي مولاك، وقل كما قال الكليم عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص من الآية:24].
متى استشعر اللئيم حاجتك إليه؛ انتفش واستعلى ولم يصلك منه إلا التشفي! فلا تنله ذلك منك، وكن عزيزًا بخالقك مستغنيًا به عن خلقه، خاصة اللئام منهم.. عقيدتك أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، فلا تتعجل فتحًا بذلة وتفريط، ولا تستمطر نصرة بانكسار وهوان، وتذكر عزة يوسف الكريم ابن الأكرمين، وهو يرد الداعي رافضًا الخروج من سجنه إلا عزيزًا كريمًا مبرءًا.
أعظم نصر يناله منك اللئام أن تنكسر وتحني رأسك؛ أن يشعروا أنك صرت ذليلاً مثلهم..
فإياك أن تطلب منهم شيئًا، فالحق أقول لك: هم لا يملكون شيئًا لأنفسهم، فهل يملكون لك؟!
ربما لن تستشعر عاجلاً لذة استغنائك عن الناس، لكن يكفيك شرفًا أن كنت عزيزًا في زمان ذلة، كريمًا في أيام الخسة والضعة، وما عند الله خير وأبقى.
اعرف وجهتك واطلب عزتك ممن وحده يملكها، فإن العزة لله جميعاً: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [المنافقون من الآية:8].
من وحي المحنة.
- التصنيف: