انصر أخاك ظالمًا، أو مظلومًا.

منذ 2015-04-08

فكل المسلمين لهم حق عليك سواء كانوا في جماعتك أو خارجها، و سواء وافقوك في الرأي أو خالفوك، هكذا المسلم المنصف.

الدفاع عن المسلم واجب سواء كان من ذوي الأرحام والقرابات، أو ليس منهم، وسواء كان على نفس فكري وطريقتي، أو يخالفني في بعض المسائل، وسواء كان معك في نفس الجماعة أو خارجها.

فمن المؤسف المحزن أن يقتصر ويختزل النصرعلى قرابة أو تعصب لجماعة أو حزب أو مذهب أو طلاب شيخ معين.

فكل المسلمين لهم حق عليك سواء كانوا في جماعتك أو خارجها، و سواء وافقوك في الرأي أو خالفوك، هكذا المسلم المنصف.

روى البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالـمًا، أو مَظْلومًا»، فقال رجل: "يا رسول الله، أنصره إذا كان مَظْلومًا، أفرأيت إذا كان ظالـمًا، كيف أنصره؟" قال: «تَحْجُزُه، أو تمنعه من الظُّلم، فإنَّ ذلك نَصْره».

قال ابن بطَّال: "النَّصْر عند العرب الإعانة، وتفسيره لنَصْر الظَّالم: بمنعه من الظُّلم؛ من تسمية الشَّيء بما يؤول إليه، وهو من وجيز البلاغة".

قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله:

هذا حديث صحيح، شرحه النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا»، وهذه كلمة تقولها العرب، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم وإن ظلموا، فلما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: "يا رسول الله كيف أنصره ظالمًا؟" قال: «تحجره عن الظلم، فذلك نصرك إياه».

نصر المظلوم واضح، ولكن نصر الظالم معناه منعه من الظلم وحجزه عن الظلم، هذا نصره، فإذا أراد أن يظلم أحد تقول لا، قف، وتمسكه، و إذا أراد يأخذ مال أحد تمسكه، فهذا نصره، إذا كان لك استطاعة تمنعه من ذلك، فهذا نصر الظالم تعينه على نفسه وعلى شيطانه، وتنصره على شيطانه، وعلى هواه الباطل.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.