سر دعم أمريكا و إنجلترا لليهود - 1- مأوى اليهود

تعتبر قارة أوروبا قارة صليبية بكاملها، ويمكن تقسيمها جغرافيًا إلى قسمين شرقي وغربي، في الجزء الغربي توجد الأندلس (إسبانيا) وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وغيرهم، ويدينون بالمذهب الكاثوليكي، وهو المذهب الغالب والأهم في أوروبا، أما الجزء الشرقي فأهم دولة فيه هي روسيا، وكان معظم النصارى في هذا الجزء الشرقي أرثوذكس، وكانت عاصمة هذا الجزء الشرقي أو عاصمة الأرثوذكس عمومًا هي القسطنطينية (اسطنبول حاليًا) التي فتحها السلطان محمد الفاتح رحمه الله.

وسواء النصارى الأرثوذكس أو الكاثوليك فهم يكرهون اليهود كراهية شديدة، ويقولون إنهم "شعب ملعون"، وذلك لظنهم أن اليهود قد قتلوا المسيح عليه السلام، وبالتالى فاليهود عاشوا فترات طويلة من الزمان مضطهضين أشد الاضطهاد في أوروبا، حتى أن ملك إنجلترا كان قد أصدر قرارًا بطرد كل الكفار من إنجلترا، والمقصود بالكفار هم اليهود، وتزامن ذلك مع إعلان ملك فرنسا أن اليهود الموجودين في فرنسا أمامهم خيار من ثلاثة؛ إما أن يقتلوا، أو يتنصروا، أو يهاجروا من البلاد، ومن الطبيعى أن خيار القتل مرفوض فقد هاجر بعضهم من البلاد وتنصر البعض الآخر، وكذلك فى الأندلس فبعد سقوطها على يد النصارى الكاثوليك الأسبان تم عمل عملية تطهير عرقى هناك حيث تم طرد كل المسلمين من البلاد ومعهم أيضًا اليهود، وبالتالى فاليهود فى أوروبا لا خيار أمامهم غير التنصر الإجبارى أو الهجرة.

لكن إلى أين يهاجروا وأوروبا بكاملها تكرههم وتضطهدهم؟

لم يكن أمام اليهود أى مأوى إلا الدولة العثمانية التي آوتهم وعاملتهم كمواطنين عاديين تحت حكم الدولة الإسلامية، وحددت لهم مدينة يعيشون فيها هى مدينة (سالونيك) فى اليونان، وعاش اليهود هناك عشرات السنين دون تعرضهم لأى أذى.